«السلطة» الفلسطينية تطالب المجتمع الدولى بالتدخل لوقف اعتداءات مستوطنى الخليل

تصاعدت أحداث العنف فى مدينة الخليل الفلسطينية، جنوب الضفة الغربية، إثر تعهد المستوطنين المتشددين بالانتقام، فى أعقاب قيام شرطة الاحتلال الإسرائيلية بإجلائهم بالقوة من منزل فلسطينى، بموجب قرار قضائى. وبينما أعلنت شرطة الاحتلال حالة التأهب فى المدينة تحسبا لانتقامهم، الذى سيستمر أسبوعا وفقا لمنشورات علقوها على الجدران، أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، أن السلطة الوطنية ستتقدم بطلب إلى مجلس الأمن الدولى لعقد اجتماع طارئ لوقف تلك «الاعتداءات».
وصرح ياسر عبدربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بأن أبومازن يدعو الحكومة الإسرائيلية إلى «الإجلاء الفورى لجميع المستوطنين من قلب مدينة الخليل، كحل وحيد لوقف جرائم هذه العصابات»، وأضاف أن الرئيس قرر التوجه بطلب عاجل لمجلس الأمن لبحث الوضع الخطير المتردى فى الخليل وفى جميع أرجاء الضفة الغربية، جراء جرائم المستوطنين، الذين يتمتعون بحماية الاحتلال.
من جانبه، ندد صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات فى منظمة التحرير، بتلك «الجرائم»، وحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها، معتبرا ذلك «خرقا فاضحا للقانون الدولى ولميثاق جنيف الرابع لعام 1949».
ومن قطاع غزة، هددت كل من حركتى المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الفلسطينى (فتح) ولجان المقاومة الشعبية إسرائيل بأن هذه الممارسات «لن تمر دون حساب»، وقال إسماعيل رضوان، القيادى فى حماس، إن «قطعان المستوطنين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء.. وعليهم أن يتحملوا نتائج هذه الاعتداءات»، وطالب رضوان السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل وإطلاق سراح «المعتقلين السياسيين» لديها كرد فعل أولى على ممارسات المستوطنين.
جاء ذلك فى وقت أعلنت فيه قوات الاحتلال حالة التأهب تحسبا لقيام مستوطنين بأعمال عنف وشغب، كما قامت شرطة القدس بتشديد الإجراءات الأمنية فى محيط البلدة القديمة، خاصة فى منطقة الحرم القدسى الشريف، تحسبا لأى طوارئ، وذلك بعدما قام مستوطنون بنشر ملصقات تدعو إلى «أسبوع من الانتقام».
كان 15 فلسطينيا على الأقل قد أصيبوا بجراح مختلفة فى سلسلة هجمات لمستوطنين إسرائيليين تركزت فى مدينة الخليل وطالت عدة مدن أخرى فى الضفة.
من ناحية أخرى، تعرضت إسرائيل لانتقادات لاذعة من الدول العربية خلال المراجعة الدورية لسجل الدول فى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وركزت انتقادات وجهها مندوبو مصر وسوريا إلى جانب إيران على الأنشطة الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية، خاصة الوضع الإنسانى فى غزة ووضع آلاف المعتقلين فى سجون الاحتلال.
وحول تطورات الأوضاع على الساحة الإسرائيلية، أعلن حزب العمل اليسارى نتائج انتخاباته التمهيدية قبل 3 أشهر من الانتخابات البرلمانية المقررة فى فبراير المقبل، واحتل إسحاق هرتسوج، وأوفير بينس، المركزين الثانى والثالث فى قائمة مرشحى الحزب، بعد وزير الدفاع إيهود باراك الذى اختير كرئيس للحزب فى انتخابات منفصلة أجريت فى يونيو 2007.