سيقولون: جئناك كى تحقن الدم.. جئناك كن يا أمير الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ فى جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم (من قصيدة «لاتصالح» لأمل دنقل) ولد شيمون بيريز فى 2 أغسطس 1923، يبلغ من العمر 85 سنة، خدم بيريز كثامن رئيس وزراء لإسرائيل على فترتين، الفترة الأولى 1984 إلى 1986، وفى الفترة الثانية 1995 إلى 1996 وتولى منصب رئاسة الدولة فى 15 يوليو 2007 ولمدة 7 سنوات، وبذلك يعتبر الرئيس التاسع لدولة إسرائيل. وُلد بيريز فى بولندا (أو روسياالبيضاء حسب الحدود الدولية الحالية) وكان اسمه الأصلى شمعون پيرسكى، كان أبوه تاجر أخشاب، أما أمه فكانت أمينة مكتبة ومعلمة للغة الروسية، هاجرت عائلته إلى فلسطين فى عام 1934 (أيام الانتداب البريطانى) واستقرت فى مدينة «تل أبيب» التى أصبحت فى تلك الأيام مركزا للمجتمع اليهودى الصهيونى. تعلم بيريز فى مدرسة «غيئولا» فى تل أبيب، ثم واصل دراساته فى المدرسة الزراعية الصهيونية «بن شيمن» قرب مدينة «اللد»، فى 1940 انضم إلى مؤسسى كيبوتس «ألوموت» الواقع بين مرج بيسان وبحيرة طبريا. فى 1947 انضم إلى قيادة «الهجاناه» وكان مسؤولا عن شراء العتاد والموارد البشرية، فى ذلك الحين عمل مع دافيد بن جوريون وليفى أشكول اللذين أصبحا كبار زعماء دولة إسرائيل بعد تأسيسها فى مايو 1948، فانضم بيريز إلى مجموعة أنصار بن جوريون، حيث يعتبره بيريز حتى اليوم راعيه السياسى. فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين، عمل بيريز كدبلوماسى فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكانت مهمّته جمع السلاح اللازم لدولة إسرائيل، وفى 1949 عين بيريز رئيسا لبعثة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الولاياتالمتحدة، و فى 1952 تولى منصب نائب المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، ثم أصبح المدير العام فى 1953. نجح بيريز نجاحاً باهراً فى الحصول على المقاتلة «ميراج 3»، وبناء المفاعل النووى الإسرائيلى (مفاعل ديمونة) من الحكومة الفرنسية، كذلك نظم بيريز التعاون العسكرى مع فرنسا إبان العدوان الثلاثى على مصر فى أكتوبر 1956. حصل بيريز على جائزة نوبل للسلام عام 1994، واقتسم الجائزة مع كل من ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك، إسحاق رابين، ولدى بيريز اهتمام خاص بالإلكترونيات الدقيقة. وفى عام 1997 قام على تأسيس «مركز بيريز للسلام». بيريز اليوم من أكبر السياسيين الإسرائيليين سنَّاً وأقدميّة، ولكن يُجمع الكثير من الإسرائيليين على أن بيريز يتمتّع بالحيوية والنشاط رغم كِبر سنّه. أعلاه فقط لتنشيط ذاكرة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، بيريز ينفذ خطة سرية لتفخيخ الرموز والزعامات العربية، بيريز فخَّخ الإمام الأكبر على هامش مؤتمر الحوار فى نيويورك. عذر أقبح من ذنب أن يصافح الإمام الأكبر أكبر رأس إسرائيلية دون أن يعرف من يصافح، لا تُصافح، أُصدق الإمام الأكبر مرغما أنه لا يعرف شكل بيريز، ولكن هناك من يعرف، ويعى، ويفهم عاقبة تلك المصافحة، الإمام الأكبر رجل كبير السن والمقام، ولهذين السببين لايجوز أن يُترك هكذا وحده فريسة للذئاب الإسرائيلية دون توجيه وتلقين، ليس عيبا أن يلقن الإمام الأكبر، ولا ينتقص التوجيه من مقامه شيئا. وَهَبْ أن فضيلتك لا تعرفه، تلك مشكلة أن تذهب إلى حوار لا تعرف من يحضره، وماذا ينتظرك هناك، بيريز أضاف إلى سجله الأسود مصافحة تاريخية، تل أبيب كانت مستعدة أن تدفع ثمنها أرضًا، صحيح مصافحتكم بيريز لن تحل القضية الفلسطينية ولن تعقدها ولكنها تكسر الصف، تكسر الوسط، تحش الوسط.. لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة.