كشف موقع «بلومبرج» الأمريكى عن ارتفاع أسعار القمح عالمياً بعد إقبال مصر على شراء كميات من القمح الأمريكى، ومنع استيراد القمح من أوكرانيا حتى يونيو المقبل. وقال الموقع الأمريكى ذائع الصيت إن مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم، واتفقت أمس الأول على شراء 55 ألف طن من القمح الأمريكى ومنعت فى الوقت نفسه الاستيراد من أوكرانيا بسبب رداءة نوعيات القمح المستوردة من هناك. وفى تصريحات للموقع أكد جيسون بريت، المسؤول الأمريكى فى وزارة التجارة، رفع أسعار القمح الأمريكى، بسبب انخفاض كميات القمح المتوافرة فى الأسواق، وعدم الإقبال على القمح الأوكرانى، وارتفاع سعر القمح الأمريكى 8.3٪ بمعدل 4.7٪ خلال نوفمبر الجارى، بسبب التوقعات بزيادة الطلب عليه. وقالت وزارة الزراعة الأمريكية أمس إن الولاياتالمتحدة شحنت بالفعل كميات إضافية من القمح خلال الأسبوع الماضى بزيادة بلغت 27٪، بينما انخفضت صادرات القمح الأوكرانى بسبب الأزمة المالية العالمية إلى 1.1 مليون طن خلال شهر نوفمبر بعدما كانت 2.2 مليون طن فى أكتوبر 2.5 مليون طن فى سبتمبر. وعلق حسن عبدالغفار، الخبير بمؤسسة القمح الأمريكى بالقاهرة أنه لا يوجد توجه مقصود لاستيراد مصر القمح من أمريكا، فالسوق المتاحة عالميا للتصدير تشمل الولاياتالمتحدة وأستراليا وكندا ودول الاتحاد الأوروبى ودول البحر الأسود، مضيفاً أن عملية الإيقاف المؤقت لاستيراد القمح من أوكرانيا وكانت للفت نظر أوكرانيا إلى ضرورة تحسين مستوى القمح المستورد لديها. وأشار عبدالغفار إلى أن مشكلة الأقماح التى استوردتها مصر مؤخراً تتمثل فى إصابتها بنوع معين من الحشرات المتعارف عليها، والتى تصيب المحصول فى موسم نموه، مما يؤثر على خواص الرغيف أثناء إنتاجه فى المخابز. وأوضح عبدالغفار أنه لا صحة لما تردد فى الفترة الماضية فى وسائل الإعلام حول عدم صلاحية القمح المستورد للاستخدام الآدمى أو إصابته بالأمراض. وأكد عبدالغفار أنه لا يوجد ما يسمى بأفضلية دولة عن أخرى فى جودة القمح بها، لأن الفيصل هو مدى توافق نوع القمح المستخدم مع المنتج النهائى الذى يستعمل معه، فلا يمكن استخدام القمح المخصص لصناعة المكرونة والبسكويت فى صناعة الخبز والعكس. وأكد الدكتور محمد النحراوى، أستاذ المحاصيل بمركز البحوث الزراعية التابعة لوزارة التجارة، أن هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التجارة تعتمد فى استيرادها القمح على شراء أفضل نوعية بأقل سعر متاح، وقال إن الصفقة الأخيرة المستوردة من أوكرانيا كانت من نوعيات قليلة الجودة، مما أدى للتوجه مرة أخرى لشراء القمح من أمريكا، والتى كانت مصر تستورد منها 80٪ من القمح.
