قرر مجلس الوزراء بدء تنفيذ استراتيجية قومية لتحسين هواء القاهرة وباقى المحافظات مع بداية العام المقبل، بعد الانتهاء من الدراسة المشتركة مع وزارتى البيئة والإسكان، لبحث توافر الشروط البيئية اللازمة للمشروع.. يأتى هذا الاتجاه بعد التلوث الحاد، الذى جعل العاصمة تصنف ضمن أكثر المدن الكبرى الملوثة على مستوى العالم. أعلن اللواء عمر الشوادفى، رئيس المركز الوطنى لتخطيط استخدام أراضى الدولة، التابع لمجلس الوزراء، عن الانتهاء من تحديد 52 منطقة لتجميع القمامة على مستوى المحافظات، لتتم إعادة فرزها ونقلها إلى أماكن الدفن، البالغ عددها 8 مناطق على مستوى الجمهورية من خلال القطارات، ولفت إلى أن المركز يبحث الاقتراح الذى ورد بالاستراتيجية، باستصدار قانون لإنشاء الهيئة القومية لاستثمار النفايات. أضاف «الشوادفى» فى تصريح ل«المصرى اليوم»، أنه يتم حاليا التنسيق مع وزارة الدفاع حتى لا يتعارض المشروع الذى تقدم به الدكتور أحمد عبدالوهاب المستشار البيئى لوزارة الإسكان، مع أى أبنية أو أراض تابعة لها، والتنسيق مع المحافظات لبحث الشروط البيئية المتوافرة، ومنها أن تكون المناطق بعيدة عن الرياح والمياه الجوفية حتى لا تحمل الرياح المخلفات إلى مناطق سكنية وكذلك ألا تؤثر القمامة على المياه الجوفية، وقال: إن الاستراتيجية تضمن كذلك تنفيذ قرار رئيس الوزراء بنقل حظائر الخنازير الموجودة فى نطاق محافظات القاهرة الكبرى إلى منطقة 15 مايو، وإنشاء مصانع لإعادة تدوير هذه المخلفات مرة أخرى. وتابع: «ليس من المعقول أن نتهم الحكومة بالتقصير عندما تعلن عن تنفيذ مشروع قومى يفيد البلد ونتهمها بالتأخر فيه قائلين: (أين كانت فى السنوات الماضية؟)»، وأوضح أن سلوكيات المواطنين السيئة كانت سببا رئيسيا فى فشل أى مشروعات أو خطط خاصة بالنظافة وتحسين بيئة القاهرة والمحافظات الأخرى، لافتا إلى أن «الزبالة المصرية» غنية بالخير وتعتبر ثروة قومية مهدرة، وأكد «الشوادفى» أن وزارة الزراعة هى المسؤولة الوحيدة عن حرق قش الأرز، الذى خلف أضراراً بيئية جسيمة على هواء القاهرة الكبرى وصحة الإنسان، وبالرغم من ذلك ألقى بالمسؤولية على وزارة البيئة، فاضطرت الحكومة لأن تتجمل وتقول إن مواجهة السحابة السوداء وحرق قش الأرز تتم بالتعاون بين وزارتى البيئة والزراعة. من جانبه، قال الدكتور أحمد عبدالوهاب المستشار البيئى لوزارة الإسكان، أستاذ علم التلوث البيئى بجامعة بنها، إنه تلقى ردًا من المركز بالموافقة على تبنى وتنفيذ المخطط الاستراتيجى لوضع خطة عاجلة لحل مشكلة النفايات الصلبة على مستوى الجمهورية، والتى تقدم بها للمركز، مع إدخال تعديلات طفيفة عليها، حيث اقترح فى الاستراتيجية أن يكون المخطط عبارة عن مشروع استثمارى ينفذ فى 8 مناطق خارج الكتل السكنية، كل منطقة تختص ب 3 محافظات لإلقاء القمامة، بحيث تنقل النفايات الصلبة يومياً عن طريق القطارات لأول مرة فى التاريخ، بدلا من السيارات، بعد أن ثبت نجاح القطار فى السير 100 كيلو متر، وهو يحمل طناً من القمامة بتكلفة خمسة جنيهات فقط للطن، لافتاً إلى أن هيئة السكة الحديد أبدت استعدادها لتولى هذه العملية، وقال عبدالوهاب إن الموقع الأول يقع فى الصحراء المجاورة بشرق الدلتا وتقدم محافظات: الشرقية والإسماعيلية وبورسعيد والدقهلية ودمياط، مدافن مساحتها 1000 فدان، بجوار القنطرة ويتميز الموقع بأنه لا يحتاج إلى مد خط سكة حديد، أما المنطقة الثانية فهى الصحراء المجاورة لغرب الدلتا وتخدم محافظات المنوفية والغربية وكفر الشيخ والبحيرة ومساحتها 1000 فدان وتتميز بقربها من امتداد خط سكة حديد وادى النطرون ولا يحتاج لإنشاء خط جديد، والمنطقة الثالثة بصحراء غرب الدلتا ومساحتها 1000 فدان وتخدم الإسكندرية ومطروح وقرى الساحل الشمالى الغربى والشرقى، أما المنطقة الرابعة فهى الصحراء المجاورة لشرق النيل بالقرب من حلوان ومساحتها 2000 فدان وتخدم محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة وتحتاج الى مد خط سكة حديد قصير إلى الموقع. وأضاف عبدالوهاب أن الموقع الخامس هو الصحراء الغربية قرب بنى سويف بمساحة 1000 فدان ويخدم محافظات الفيوم وبنى سويف ويحتاج إلى مد خط سكة حديد قصير، والمنطقة السادسة عند الصحراء المجاورة لغرب مركز البهنسا ومساحتها 1000 فدان ويوجد خط سكة حديد لكنه يحتاج مد خط سكة حديد صغير لخدمة المنيا، والمنطقة السابعة فى الصحراء الغربية قرب الطريق إلى الخارجة ومساحتها 1000 فدان.