شهدت منطقة عين شمس الغربية مساء أمس الأول مصادمات بين مسلمين ومسيحيين بسبب بناء كنيسة ومسجد إلى جوار بعضهما البعض، تبادل الطرفان إلقاء الحجارة وإشعال النار فى سيارتين ملاكى، وتدخل قوات من الشرطة وأطلقت القنابل المسيلة للدموع، ورشقهم الأهالى بالحجارة، مما أدى إلى إصابة 8 من الأهالى و5 من المجندين، انتقلت قيادات أمن القاهرة وعدد من شيوخ الأزهر والقساوسة إلى المكان فى محاولة لتهدئة الأهالى والتوصل إلى حل. داخل شارع التوفيقية فى منطقة المطرية التابعة لعين شمس الغربية يتم بناء مسجد على 3 طوابق، انتهى الأهالى من بناء الطابق الأول، وفى المقابل كان يوجد مصنع مغلق، اشتراه أحد المسيحيين، ظهر أمس فوجئ المسلمون أثناء أداء الصلاة بعدد من المسيحيين يؤدون صلاتهم داخل المصنع الذى تحول إلى كنيسة، فاعترضوا وحضر إليهم عدد من المسيحيين ووعدوهم بخفض صوت «الترانيم» أثناء أداء المسلمين صلاتهم، إلا أن الموضوع تكرر مرة ثانية فى صلاة العشاء. بعد ذلك حدثت مشاجرة بين عدد من المسلمين والمسيحيين، وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة وتكسير السيارات فى الشارع، بالرغم من وجود سيارتى أمن مركزى منذ الصباح، احتمى المسيحيون داخل مبنى الكنيسة أو المصنع كما يقول المسيحيون، بينما صعد المسلمون إلى عدد من المنازل فى الشارع، وألقى الطرفان الحجارة على بعضهما البعض. وبعد ساعة تقريباً من بداية الأحداث حضرت أكثر من 7 سيارات أمن مركزى وقوات مكافحة الشغب، وامتلأ الشارع بالمجندين الذين احتموا بالدروع الواقية، وحاولوا تفريق الأهالى بالعصى والقنابل المسيلة للدموع، ورد عليهم الأهالى بإلقاء الحجارة، مما أدى إلى إصابة 8 من الأهالى بجروح، تم علاج 4 منهم فى المكان، وتم نقل الآخرين إلى المستشفى، كما أصيب 4 من المجندين بجروح بسيطة. وقال شهود عيان ل «المصرى اليوم» إن الطرفين تبادلا إلقاء الحجارة، وانتقدوا عدم تدخل الأمن منذ البداية لإنهاء الأزمة، مؤكدين أن بوادر الأزمة بدأت قبل 3 أيام، وكان الأمن يعلم بها، والدليل أن سيارتى أمن مركزى كانتا تتمركزان فى المكان، وأضاف الشهود أن رجال الأمن ألقوا القبض على عشرات الشباب أثناء المصادمات. وذكر عدد من المسلمين أن المسيحيين قذفوهم بالحجارة أثناء تأديتهم صلاة العشاء، وأكدوا أنهم فوجئوا بأن المصنع تحول إلى كنيسة، دون الحصول على تصريح، وتساءلوا: كيف يتم بناء كنيسة على فرض أنهم حصلوا على تصريح أمام مسجد. فيما نفى عدد من المسيحيين فى تصريحات ل «المصرى اليوم» إلقاء الحجارة على المسلمين، وأكدوا أن المسلمين هم الذين بدأوا بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة عليهم، وأضافوا أنهم احتموا داخل الكنيسة ولم يصطدموا مع رجال الشرطة، لأنهم ليسوا طرفاً فى الموضوع، مؤكدين أن المصادمات كانت بين الشرطة والمسلمين، ونفوا إلقاء القبض على أى منهم. وأضافوا أن المسلمين حاصروا الكنيسة أو «المصنع»، ورددوا هتافات: سنهدم الكنيسة و«بالروح بالدم نفديك يا إسلام». فيما قالت مصادر أمنية إن الشرطة سيطرت على الأحداث وتم إلقاء القبض على 8 من الأهالى وأحيلوا إلى النيابة التى تجرى تحقيقاتها بإشراف المستشار محمد رمزى المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، وكشف محضر التحريات أن الأهالى تسببوا فى تحطيم سيارتين وعدد من واجهات المحال. وقالت مصادر بوزارة الداخلية إن مبنى «المصنع» قديم ويعاد إنشاؤه، وأن حوالى 100 مسيحى صلوا فيه أمس الأول قبل أن يحاصره المسلمون، وأضافت المصادر أن عضواً فى جماعة الإخوان المسلمين، حث المصلين فى المسجد بعد صلاتى المغرب والعشاء على الاحتشاد لمنع إقامة الكنيسة مكان المصنع وأن قيادات أمنية بالقاهرة انتقلت إلى المكان وتدخلت لإنهاء الأزمة.