اشتعلت المنافسة بين شركات المحمول مع ازدياد رغبة مقدمى الخدمة فى استقطاب أكبر قطاع من عملاء الجيل الثالث أو ال 3G من خلال إبرام تعاقدات جديدة مع الشركات العالمية المنتجة للهواتف المحمولة التى تدعم تلك الخدمات. وتعانى السوق المصرية من ضآلة أعداد مستخدمى خدمات الجيل الثالث قياسا بعدد عملاء المحمول، الذى يتجاوز 37 مليون عميل، حيث أشارت إحدى الإحصائيات إلى أن 70% من مستخدمى المحمول فى مصر لا يمتلكون القدرة المالية علي استخدامها، فيما يمكن ل 20% من إجمالى عدد المشتركين استخدامها جزئياً و10% فقط لهم القدرة على استخدامها. ولم تلعب المصادفة وحدها دوراً فى إعلان شركتى موبينيل وفودافون بشكل متزامن عن إبرام اتفاق مع واحدة من كبريات الشركات الأمريكية المنتجة للهواتف المحمولة التى تدعم تقنيات الجيل الثالث، وهى تقنيات متطورة لا تقتصر على تمكين المستخدم من إجراء مكالمات صوتية فحسب بل تتيح نقل البيانات بشكل أسرع ودعم تطبيقات الإيميل وتصفح الويب بشكل أفضل، بجانب إجراء مكالمات مصورة «فيديو كول» وأوضح المهندس هانى محمود، رئىس إدارة العلاقات الحكومية والموارد البشرية بشركة فودافون مصر، أن شركات المحمول تولى اهتماماً كبيراً لما يعرف بخدمات القيمة المضافة، بجانب الخدمات التقليدية. بيد أن التوسع فى تقديم خدمات الجيل الثالث فى السوق المصرىة يحتاج نشاطاً موازياً نحو زيادة البدائل المطروحة أمام المستخدمين من أجهزة الموبايل، حيث إن أسعارها مازالت مرتفعة إلى حد ما، كما أن عددا غير قليل من عملاء المحمول فى مصر مازال يستخدم الهاتف المحمول فى الأشياء التقليدية باستثناء فئة الشباب، وفيما يرى المهندس نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تليكوم أن خدمات الجيل الثالث فى مصر ليست مجدية نظراً لتكلفتها المرتفعة على المستهلك وعدم احتياجه لأغلب تطبيقاتها، قال مصدر مسؤول بشركة موبينيل إن الشركة سددت مبلغا ضخما نظير حصولها على ترخيص الجيل الثالث، ونظرياً فإنها بحاجة لرد جزء من تلك الاستثمارات على المدى الطويل. وتابع: «الشركة تعاقدت فعلياً على توزيع هواتف (أى فون) الأمريكية غير أن هذا النوع من الهواتف، موجه لشريحة قد تكون مختلفة من المستخدمين، لأنه يفيد أصحاب الأعمال، نظراً للتطبيقات الحديثة التى يقدمها مثل تصفح الإنترنت وغيرها. وفى ذات السياق، تشير الشواهد حالياً إلى أن طموحات شركات المحمول ومنتجى الموبايل تصطدم فى مصر بعقبات كبيرة مثل تلك التى دفعت شركة نوكيا لإلغاء خاصية تحديد المواقع الجغرافية GPS من إحدى الموديلات التى طرحتها مؤخراً فى مصر، نظراً لأن السلطات تحظر استخدامها، وهو النهج الذى اتبعته شركة أبل الأمريكية التى تعاقدت مع موبينيل وفوادفون على توزيع هاتفها «أى فون» الجديد منذ عدة أيام