أصدر، الأنبا «بيشوي» سكرتير المجمع المقدس، مطران دمياط وكفر الشيخ، بيانا اليوم الأحد، أكد فيه أنه يتفق مع بيان «مجمع البحوث الإسلامية» في جلسته بتاريخ 25 سبتمبر 2010 الذي طالب عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين بأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعاً خط أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد . وقال «بيشوي» "رأيت من واجبي حرصاَ على سلامة الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية أن أعلن أنني دائما عليَ المناداة بمبدأ عدم التجريح في الأديان ورموزها وعدم المساس بالديانة الإسلامية على وجه الخصوص، لأن اخوتنا المسلمين هم شركاء في الوطن ولأن تعاليم السيد المسيح والآباء الرسل تدعونا إلي احترام الآخر وعدم المساس به". وأضاف "لقد أكدت هذه المبادئ في اللقاء الموسع للعقيدة في الفيوم في محاضرتي في موعدها مساء الأربعاء 22 سبتمبر 2010 ". وتجاهل بيشوي الحديث عن المحاضرة التي تضمنها كتيب المؤتمر، والتي شكك خلالها في آيات قرآنية وتسائل عن ما إذا كانت قد نزلت في عصر رسول الاسلام أو وضعت أثناء تحويل عثمان بن عفان القرآن من شفوي إلى تحريري وإن كان يمكن حذفها ليتم الاتفاق بين المسيحية والاسلام، "حسب قوله". وقال " لم يرد ذكر القرآن فيما تكلمت به في هذه المحاضرة سوى أننا قد شجبنا أفكار بعض الغربيين المتطرفين في حرق نسخ منه، كما أنني لم أذكر المسلمين أو الإسلام في نفس هذه المحاضرة إلا تأكيدي على أهمية حماية المسجد الأقصي والحقوق العربية في القدس". من جانبه كشف مصدر قريب من البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أن الأخير قرر الظهور في عدة لقاءات تلفزيونية لتخفيف حدة التوتر الناتجة من تصريحات بيشوي، وأوضح المصدر أن البابا كان قد طلب في البداية من بيشوي نفسه الخروج لوسائل الإعلام والإعتذار عن سوء الفهم الذي حدث بسببه، لكن بيشوي رفض مما دفع البابا إلى اتخاذ هذا القرار. وكشف المصدر عن أن الكنيسة متخوفه من استخدام بيان الأزهر في تحويل «بيشوي» إلى محكمة أمن الدولة العليا خاصة بعد أن نما إلى علمها نية المحامين المتقدمين ببلاغات ضد «بيشوي» استخدام اتهام المجمع لبيشوي بأن "تجاوزاته تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم". وكشف المصدر عن أن البابا أصدر أوامره بألا يتكلم أي أسقف أو كاهن في هذا الأمر في الإعلام. من جانبه أوضح «كمال زاخر» منسق عام العلمانيين الأاقباط، أن انكار بيشوي للمحاضرة التي شاهدها الجميع هو في تصوره اعتذار، ونبه زاخر إلى أن الصدمة التي أنتجتها تساؤلات بيشوي أفاقت المجتمع على تفشي ظاهرة التراشق بين الأديان والتي يجب مواجهتها من جذورها. وقال "ظهور البابا في التلفزيون أكبر دليل على وجود أزمة وإن كان في الوقت ذاته ظهوراً متأخراً مثلما حدث في معالجة كافة الأزمات الكنسية السابقة، ويكشف عن وجود قصور في معالجة الأزمات داخل المؤسسة الكنسية.
