يعاني العديد من نجوم كرة القدم في أوروبا، خلال الفترة الماضية، حالة صيام تهديفية، في الوقت الذي دخلت فرقها مراحل حاسمة في منافسات البطولات المحلية والقارية. فرغم البداية الرائعة للهولندي روبن فان بيرسي، في أول مواسمه مع فريقه الجديد مانشستر يونايتد، وتصدره لقائمة هدافي «بريمير ليج»، قبل بضعة شهور من الآن، توقف «روبن هود» كما يطلق عليه عن التهديف منذ العاشر من فبراير الماضي، وتحديدا منذ هدفه في مرمى إيفرتون في الأسبوع السادس والعشرين من الدوري الإنجليزي، حيث تعطلت أهدافه عند الرقم 19، قبل أن يتجاوزه الأن لويس سواريز، نجم ليفربول، ويخطف صدارة الهدافين برصيد 22 هدفًا. ولم يسجل «فان بيرسي» أى أهداف لصالح فريقه الإنجليزي، في عشرة مباريات خاضها خلال ما يقرب من 60 يومًا في مختلف البطولات، سواء في البريميرليج أو كأس الاتحاد أو حتى دوري أبطال أوروبا، ولعب تحديدًا حتى الأن 684 دقيقة بلا هدف واحد مع متصدر الدوري الإنجليزى حتى الأسبوع الثاني والثلاثين، وفي الوقت الذي نجح فيه اللاعب في تسجيل هدفًا مع منتخب بلاده في مارس الماضي، إلا أنه يعانى عقمًا تهديفيًا حقيقيًا مع مانشستر يونايتد، بشكل لافت للنظر. ولم يكن الحال أفضل كثيرًا مع الإسباني فيرناندو توريس، نجم تشيلسي، بعدما توقفت أهدافه تمامًا مع فريقه في الدوري الإنجليزي منذ ديسمبر من العام الماضي عند رقم 7، واحتاج «توريس» إلى ما يزيد عن 80 يومًا، ليستعيد ذاكرة التهديف مع فريقه الإنجليزي مؤخرًا في بطولة الدوري الأوروبي، خلال مارس الماضي، حيث أحرز هدفًا واحدًا، بعد توقف دام ما يقرب من 774 دقيقة لعب مع تشيلسي، قبل أن يتوقف مرة أخرى، ويسجل بعد شهر كامل في أبريل الحالي هدفًا وحيدًا أيضًا، كما لم يسجل أهدافًا مع المنتخب الإسباني مؤخرًا. أما في الدوري الإيطالي، فقد توقف ماكينة الأهداف الألمانية، ميروسلاف كلوزه، نجم لاتسيو، عن التهديف منذ منتصف ديسمبر من العام الماضي وحتى الأن، أى ما يزيد عن مائة يوم لعب خلالها 480 دقيقة بدون أهداف، رغم انطلاقته القوية في بداية الموسم الحالي مع لاتسيو وأهدافه المؤثرة والحاسمة، التي بلغت عشرة أهداف، وكان قد غاب لوقت قصير بسبب الإصابة أيضًا. ورغم أهدافه الغزيرة ومنافسته بقوة في البداية على لقب هداف الدوري الإيطالي، أصابت حالة من العقم التهديفي نجم فريق ميلان، ستيفان الشعراوي، الإيطالي الجنسية والمصري الأصل، ليتوقف عند رصيد 16 هدفًا منذ فبراير الماضي، ولم يسجل «شعراوي» أي أهداف للميلان سواء في الدورى الإيطالي أو الكأس أو حتى دوري أبطال أوروبا، منذ ما يقرب من 50 يومًا، لعب خلالها 552 دقيقة صائمًا فيها عن إحراز الأهداف حتى الآن. كما مر رأس حربة منتخب أوروجواي إدينسون كافاني، هداف الدوري الإيطالي الحالي، بنفس الحالة من مخاصمة كراته لشباك المنافسين، وتوقف عن التهديف لمدة قاربت ال 50 يومًا، بين يناير الماضي وحتى منتصف مارس، بعدما استعاد حاسته التهديفية، مما أثر سلبًا على فريقه نابولي، الذي ابتعد عن المنافسة على لقب الكالتشيو، وكانت آخر أهدافه الدولية مع منتخب أوروجواي في سبتمبر من العام الماضي. وأخيرًا، مر الإيطالي ماريو بالوتيلي، بفترة عصيبة للغاية قبل انتقاله في يناير الماضى من مانشستر سيتي الإنجليزى إلى ميلان الإيطالي، حيث توقف عن تسجيل الأهداف منذ نوفمبر من العام الماضي مع ناديه الإنجليزي، بعد العديد من المشاكل التي طاردت سوبر ماريو، ولم يستعد ذاكرة الأهداف إلا في فبراير مع ميلان، بعد فترة صيام امتدت إلى حوالي 67 يومًا. وعلى المستوى المحلي، كان نجم الأهلي عماد متعب قد توقف لفترة طويلة عن التهديف، دامت 250 يومًا تقريبًا، منذ هدفه في يوليو من العام الماضي مع الأهلي في مرمى مازيمبي، في دوري أبطال أفريقيا السابق، ولم يتمكن «متعب» من التسجيل طوال الشهور الماضية سواء مع الأهلي في بطولة أفريقيا أو كأس العالم باليابان الماضية، أو حتى مع المنتخب الأوليمبي في أوليمبياد لندن، قبل أن يسجل هدفيه في مارس الماضي في مرمى توسكر الكيني مع الأهلي في دوري أبطال أفريقيا الحالي، ليكسر هذا الصيام الطويل عن التهديف.