مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«هيكل»: عصر المماليك انتهى.. سخرية باسم يوسف من مرسي حرب أعصاب مؤلمة
نشر في المصري اليوم يوم 04 - 04 - 2013

قال الأستاذ محمد حسنين هيكل إن جماعة الإخوان المسلمين تضع «عصمة» لمنصب رئيس الدولة، ولا تتخيل وجود نقد لهذا المنصب، واصفاً سخرية الإعلامى باسم يوسف تجاه رئيس الجمهورية بأنها «حرب أعصاب مؤلمة».
وأضاف هيكل، فى الحلقة الرابعة من سلسلة حواراته مع الإعلامية لميس الحديدى، بعنوان «مصر أين؟ وإلى أين؟»، والتى تذاع مساء الخميس، على قناة «سى.بى.سى»، أن عصر المماليك انتهى، وأنه على الرئيس نسيان أنه داخل مملكته يستطيع أن يفعل ما يريد.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تعودت على العمل السرى، ولم تفق بعد من صدمة السلطة التى وجدت نفسها فيها فجأة، محذرا من أنه إذا لم تحسن الجماعة التعامل مع الإعلام فستدخل فى صدام مع المجتمع.
واعتبر أن هناك صراعاً على الإسلام بين مؤسستين فى مصر، الأولى الرسمية وهى الأزهر، والثانية غير الرسمية وهى «الإخوان»، مشيرا إلى أن الجماعة تريد السيطرة على الأزهر.
■ دعنى أبدأ بمستجدات الأحداث، خاصة الإعلام وما شهده خلال الفترة الماضية بعدما تحولت التهديدات من مرحلة حصار مدينة الإنتاج الإعلامى إلى التهديدات بالإغلاق لبعض المحطات.. كيف تقرأ ذلك وإلى أين يأخذنا برأيك؟
- باستمرار هناك تناقض بين علاقة كل سلطة بالإعلام، فكلاهما يقف على النقيض من الآخر، فبينما ترى السلطة باستمرار أنها تريد أن تحتفظ بما تفعله لنفسها وترغب دوماً أن تعطى لنفسها الحق فى الولاية على كل ما يتعلق بالشأن العام، فإنه فى المقابل ترغب الصحافة والإعلام فى التحرر وكشف الحقائق. لكن المشكلة الموجودة فى «الإخوان» عبارة عن عدة نقاط. فوصولهم إلى السلطة جاء بعد تجربة شديدة المرارة، وهم طوال عمرهم لديهم الإقبال والنهم على السلطة، معتبرين أن هذا حق أصيل مقدس ومنبثق من مرجعية الإسلام أو الدين. ثم أنهم كانوا باستمرار يتعرضون للاضطهاد، لأن الإسلام السياسى بوجه عام لم يحسن فكرة ترجمة الدين إلى حياة. وفى أعقاب ثورة 1952 تصور الإخوان أن لهم الحق فى مرحلة معينة، وانتهى هذا المشهد بشكل مأساوى، ثم قامت ثورة 25 يناير، ودورهم فيها معروف، فقد جاءوا متأخرين عن البداية، لأنه كان لهم ترتيباتهم، لكن فى النهاية فوجئنا بأن السلطة كلها وقعت فى أيديهم، ولم يكونوا مهيئين لهذه الأمور، فهم عرفوا السلطة فى عز «هيلمانها» وعرفوا ما قاسوه وشاهدوه فقط وهم فى حالة تعود دائم على العمل السرى، وبالتالى نحن أمام أحد ما جاء إلى الحكم، وهو الآن فى صدمة ما وصل إليه، ثم صدمة العصر الذى يتميز بحريات كبيرة فاقت الحدود، وبلغت الانفلات، وبالتالى فإذا لم تحسن الجماعة التعامل مع الإعلام فسوف تجد نفسها فى صدام كبير مع المجتمع ككل. وأعتقد أن هذا جزء من الأزمة. فهم لم يتعودوا نهائياً على النقد الساخر وهذا ما يخص قضية باسم يوسف والسخرية من أدوات الحرب، وهى بمثابة حرب أعصاب مؤلمة.
■ هذا يأخذنا إلى أين، ونحن نصطدم بالحائط، ونسير فى طريق مسدود؟
- نحن نصطدم بالحائط بالفعل من عدة زوايا، أولاها الحرية ثم الاقتصاد وزوايا الفهم العام أيضاً، فالناس (الإخوان) لم يكونوا مهيئين للمسؤولية حتى أن أحد مساعدى الرئيس قال لى: «هل يرضيك أن يتعرض الرئيس للتهزىء؟».
وأعتقد أن الفكرة تكمن فى قصة الإمامة أو الرئاسة أو منصب القيادة فى الإسلام، فلا يستطيع أحدهم أن يتصور أن نقداً يوجه لهذا المنصب، فقد وضعوا لذلك نوعاً من العصمة ليست موجودة فى حقيقة الأمر، فمقام الرئاسة بلاشك له مقام كبير، لكن الرجل الموجود فى سدة الحكم بشر فى النهاية.
■ هل تعتقد أن يصل بنا هذا الأمر فى النهاية إلى حملة اعتقالات كبيرة على غرار اعتقالات سبتمبر الشهيرة؟
- انتهى هذا العصر نهائياً. ولا يمكن أن يتصور أحد لوهلة أن بإمكانه التصرف فى موقعه دون أن يشاهده العالم، فالإعلام الخارجى يرصد الأحداث. وأعتقد أنهم قد يفكرون فى الاعتقالات، لكنهم لا يستطيعون فعلها، وإن فعلوها فإنها الكارثة.
■ هل هناك ما يزعج الدكتور مرسى الآن من أن هذا الإعلام الأجنبى بدأ يصرخ بصوت عال والإدارة الأمريكية بدأت تفعل نفس الشىء؟
- بلا جدال عالمية وسائل الاتصال تقوم بدور كبير، وهناك وهم السلطة، ما يمكن أن نطلق عليه أن أحدهم قد يفكر أنه فى سلطة بلاده يستطيع أن يفعل ما يريد، وهذا ليس وقت المماليك، ولا غيرهم. الدنيا اختلفت فهو (الرئيس) مازال باعتقاده أنه داخل مملكته يستطيع أن يفعل ما يريد.
■ هل يحاول الدكتور مرسى ونظامه الهروب من الفشل أو سوء الإدارة، بتحويل الإعلام إلى خصم الرئيس بدلاً من حل أزمات ومشاكل الشارع؟
- للأسف الشديد المشاعر أو كبرياء الشخصية تعلو على حساب المواقف، فكثيرون لا يستطيعون مقابلة أخطائهم صحيح أن بعضها ليس من صنعهم، لكنه يعيش فى تصور عصمة المنصب وعصمة الدين، وبالتالى لا يواجه ما يراه من أخطاء، ثانياً أنه يلقى باللوم على الآخرين، وثالثا يرى أن الإعلام مستفز جداً، ومشكلة الإخوان باستمرار أنهم يواجهون سلطة لم يكونوا يتصورونها ومناخاً عاماً لا يعرفون عنه شيئاً.
■ دعنى أنقلك إلى قضية أخرى فى الشأن العام وهى الموافقة على قانون الانتخابات، ورفع الحظر عن استخدام الشعارات الدينية.. ماذا يعكس هذا المؤشر؟
- أعتقد أن هذا من أكبر الأخطاء التى من الممكن أن ترتكب، لأنه يعلن للعالم ببساطة أننا تحولنا إلى دولة دينية، وهذا ما ينبغى أن ننزه الإسلام عنه وأن نصون الدين من العصر وهجماته التى من الممكن أن تشكك فى أى شىء، وأرجوكم نزهوا الدين من التعرض لما لم يخلق من أجله. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فمن الحرام بلا شك أن نلقى الخطايا على أمر مقدس لا دخل له بذلك، بل بالعكس هذا مؤشر خطير، ونبدو أننا أمام العالم نعلن قبولنا لدولة دينية، وأيضاً يفتح الباب لقسمة لا يمكن قبولها، فنحن أمام مجتمع متعدد الأديان على الأقل.
■ أزمة النائب العام الأخيرة وتمسك السلطة برجل، هل تضاف إلى أزمات النظام مع القضاء؟
- الحل هنا أن يأتى نائب عام جديد تنطبق عليه الشروط، والنيابة فى مصر لها دور كبير فى كل شىء.
■ فى الأسبوع الماضى سحبت بعض جوازات السفر الدبلوماسية من أحد مساعدى الرئيس السابقين، وخلال الحلقة الماضية تحدثنا عن المراسم وغيرها.. فهل ترى أن هذا التصرف لم يكن لائقاً؟
- موضوع جوازات السفر الدبلوماسية كان موجوداً فى عهد مبارك وأسىء استخدامه، فهناك مقاولون كانوا يملكون هذا الجواز وموظفون فى المنازل لديهم هذه الجوازات. والبعض يعتبر أن هذا الجواز دليل على أهميتهم، وهذه النوعية من الجوازات لابد ألا يحملها إلا من له دور أو يؤدى مهمة سارية، ويستخرج فقط لرئيس دولة ولا يستخرج لأفراد العائلة أو الأنصار، أو لأى فرد فى مجلسى الشورى أو النواب.
■ لكن عندما تنتهى المهمة برأيك هل يسلم الشخص الجواز أم ماذا يحدث؟
-إما أن يسلمه أو لا يستخدمه. أما الحديث عن الغلظة التى اتبعت فى القضية التى أشرت إليها فى المطار، فما كان ينبغى أن يعامل شخص كان مساعداً للرئيس بهذا الشكل من خلال البوليس، وكان من الأحرى أن يتم ذلك عبر الخارجية على سبيل المثال، كأن تقول إن مهتمك انتهت وانقضت ضروريات حصولك على هذا الجواز.
البعض يحاول التمسك بهذه المظاهر، وأعلم أن كثيرا من هذه النوعية من جوازات السفر صرفت خلال الفترة الماضية لأشخاص ليس لها علاقة بمهام الدولة.
■ من جماعة الإخوان المسلمين؟
- لن أحرج أحداً، لكن أقول إن أخطر شىء أن مربية أطفال حصلت على هذا الجواز السفر الدبلوماسى.
■ دعنا ننتقل إلى العلاقة بين الأزهر والإخوان خاصة بعد حادثة تسمم بعض الطلبة، فهناك مشاكل واضحة وهجوم على شيخ الأزهر.. كيف ترى هذا الأمر؟
- هناك مؤسستان طوال التاريخ وعلى الأقل خلال 1000 عام بقيتا كما هما ولا يوجد لهما ثالثة، الأولى القوات المسلحة والثانية هى الأزهر. ولو أحداً قرأ التاريخ المصرى بين هاتين المؤسستين فسيجد أنهما تحسمان أمورا كثيرة جداً وتحددان المسار. وهناك صراع على الإسلام بين مؤسستين، الدولة الرسمية ممثلة فى الأزهر والأخرى غير الرسمية وهى الإخوان، التى ترى أن لها مرجعية دينية. ونحن بالفعل لدينا قبل ذلك مؤسسة غير رسمية ممثلة فى الصوفية وطرقها وكان لها دور مهم عبر التاريخ وكان لها وضع شعبى معين يحكمها. والتناقض كان موجوداً عبر التاريخ بين الأزهر والإخوان المسلمين بشكل أو بأخر، لكن الإخوان عرفوا وقتها أن هناك حدودا معينة لا يمكن تجاوزها، وأن ثمة دولة ترعى مؤسسة الأزهر، لكن الآن أعتقدوا أنهم وصلوا إلى السلطة ومن حقهم أن يأخذوا هذه المؤسسة.
■ سؤالى الأخير عن الأحداث الجارية يتعلق بالاقتصاد، فهناك أزمات اقتصادية طاحنة مثل ارتفاع اسعار البوتاجاز، كيف ترى هذا الأزمة مع وصول بعثة صندوق النقد الدولى للقاهرة؟
- هذه مشكلة ليست من صنع الإخوان، لكن كان يجب مواجهة المشكلة بآلية حقيقية. أولاً أنهم أعطوا صورة وردية، وكان يجب أن يقفوا ويصارحوا الشعب بالمشكلة، وعدم الشفافية كانت نتيجته أن تفاقمت الأزمات وازدادت التكاليف، وهم ينتظرون نتائج الانتخابات البرلمانية، لكن هذه القضايا حساسة ولا يجب أن يتم اللعب بها انتخابياً.
■ العلاقة بين الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية تبدو غريبة جداً ومتناقضة تماماً، كيف تلتقى علاقة مختلفة فى القيم والجوهر بين الحرية، والسمع والطاعة والسلطوية؟
- قد نرى ثمة تحالفاً بين الأصدقاء للتوافق بينهم فيما هو مشترك، لكن تحالفات الضرورة هى أخطر هذه الأنواع، فهى تجرى بين طرفين بينهما تناقض، بين أمريكا العلمانية كدولة وبين مصر الإسلامية متمثلة فى حكم الإخوان، وما بين العلمانى والدين مسافة متباعدة ومترامية جداً يصعب التقاؤها وتحتاج إلى جهود طويلة. ولم تكن هناك علاقة فى الأصل بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الإخوان، لكنها بدأت كميراث من الإمبراطورية البريطانية التى انسحبت من المنطقة وسلمتها للولايات المتحدة كنوع من الأثاث أو الحقائب أو ما غير ذلك، وكانت هناك علاقة قوية بين الإنجليز وهؤلاء (الإخوان) تستخدم باستمرار ضد التيار الوطنى أو القومى، وفى هذه الفترة اعتبر الأمريكان أن التيارات الإسلامية أدوات يمكن استخدامها أو صالحة للاستخدام ببساطة ضد الأفكار الوطنية والقومية، وبالتالى فإن العلاقات الجديدة مع تيارات إسلامية موجودة فى المنطقة ولها تواجد شعبى، وتتمسح فى الإسلام، قامت بناء على دراسات لاستخدامهم فى الفترة المقبلة.
■ ما هدف هذا التحالف من وجهة نظرك؟
- ببساطة الإمبراطورية الأمريكية تريد فرض السيطرة على المنطقة، وهى تريد باستمرار أمرين، البترول والأمن الإسرائيلى، فهى تريد السيطرة على المنطقة من خلال هذين العنصرين، وبالتالى مطلوب تهدئة العالم العربى كله من نزعات وطموحات الاستقلال والحرية مهما اختلفت صورها.
■ لكن الإخوان المسلمين دوماً يرفعون شعارات العداء للولايات المتحدة وإسرائيل؟
- التشوق للسلطة يجعل كل حزب سياسى أو فصيل لا يمانع فى أن يتحالف مع هذا وذاك، من أجل أن يصل إلى الحكم.
■ متى حدث ذلك؟
- الأمريكان قاموا بإجراء اختبار بسيط حقيقى عندما جاء الجنرال جون أبوزيد للقاهرة، قائد المنطقة المركزية للقوات الأمريكية السابق، وهو من أصل لبنانى ويتحدث العربية جيداً، وزار مبارك وأبلغه رسالة عجيبة جداً وقال «واضح أن التيار الدينى موجود فى الشارع وأكثر من أى تصور، من فضلكم اعطوه الفرصة»، وكان هذا تماماً قبل انتخابات مجلس الشعب عام 2005. وقتها مبارك لم يعجبه هذا، وحاول الخروج من هذه النصيحة والمراوغة سواء بحديثه مع أبوزيد أو غيره، والدورة الأولى التى جرت فيها الانتخابات فاز الإخوان فى منافسة قاسية بثلاثين مقعدا، والدورة الثانية بعدد أكبر 34 مقعداً.
■ وانتهينا إلى 88 مقعداً؟
- لكن بين الجولتين، وطبقاً للتسجيل، جاء اتصال هاتفى من بوش لمبارك وقال متسائلاً: «حسنى ما الذى يحدث عندكم؟»، فعقب مبارك قائلاً: «ما يحدث هو نتيجة لنصائحكم.. ماذا نفعل؟»، فقال بوش: «نحن لانريد التدخل، افعلوا ما تشاءون وكما تريدون»، فجاءت المرحلة الثالثة، ولم يفز أحد من الإخوان.
■ ماذا عن علاقة المجلس العسكرى والإخوان؟
- لا نريد أن نحمّل العسكريين أكثر من الضرورى، قد يكونون طيبين وليس لديهم الوعى السياسى، ولا يمكن أن يطلب منهم أكثر من ذلك، وسارت الأمور بتعديلات دستورية، وأعتقد أنه المسار الخاطئ الذى سرنا فيه منذ البداية. ثم جرت انتخابات برلمانية ثم رئاسية وصدق الإخوان ذلك وساروا فى الطريق وأصبح من كانوا لا يريدون الاستحواذ على البرلمان بالأمس يستحوذون عليه اليوم، ثم من قالوا إنهم لن يشاركوا فى الانتخابات الرئاسية ثم فعلوها. أى ازدادت طلباتهم بمقدار ما أزيلت الحواجز أمامهم.
■ قبل وصول مرسى إلى سدة الحكم، ما هو شكل الاتصالات التى جرت قبلها بين الإخوان والعسكر؟
- مجرد السير فى الطريق المرسوم مسبقاً، بدون قيادة لديها وعى سياسى وبأطراف مدنية غير جاهزة، وتعرضت للتجريف الشديد، ولذلك عندما أقول لماذا لا نترك الإخوان فى الحكم لمدة 4 سنوات حتى تستكمل مدتهم إن نجحوا واستطاعوا كان بها، وإن لم ينجحوا فتكون الناس قد أدركت ذلك، لأننا فى المقابل لدينا طرف ليس لديه من الجاهزية أن يكون البديل السياسى، ولم يؤهل نفسه خاصة أنه تعرض لعمليات تجريف كبيرة، واعتبر أنه من المعجزات أن يحصل حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية على هذه النسبة، وحتى نسبة أحمد شفيق التى حصل عليها، ليس من أجل أن هؤلاء يريدون هذا الفريق، لكن لأنهم كارهون للإخوان.
■ هل أبلغ الإخوان السفيرة الأمريكية أو غيرها بنتيجة الانتخابات الرئاسية فجراً؟
- لديهم وسائل متعددة، وأتمنى فى هذه اللحظة أن نجرى دراسات عمن فى مصر لديه أجهزة تنصت على المكالمات بمن فيهم الإخوان المسلمون.
أعتقد أن لديهم من الوسائل المستخدمة والأدوات غير تلك المتوافرة لدى الداخلية. وأستطيع أن أقول إن جميع مداولات المحكمة الدستورية نقلت حرفياً عبر الموبايل.
■ لكن عندما أعلن الإخوان نتيجة الانتخابات فى الرابعة فجراً هل كان هذا رسالة معينة للولايات المتحدة؟
هذا الموقف طبيعى جداً، إذا عرفنا حقيقة معينة فى ظل حالة من الالتباس لدى عدد من الأطراف، التى قد تتلاعب أو قد تحدث شيئاً مهما، وهذا يحدث حتى فى الولايات المتحدة الأمريكية عندما يفوز رئيس ما يعلن النتيجة فوراً من خلال تتبع حملته الانتخابية للمجرى الانتخابى والتصويتى فى الولايات المختلفة.وهم اعتمدوا أيضاً على الإحصائيات التليفزيونية، وأعتقد أن الإخوان وقتها أجروا تأميناً للنتائج.
■ وصل الإخوان إلى السلطة عن طريق مرسى.. فماذا اكتشف الأمريكان بعد ذلك؟
- أفضل أن يكون السؤال وصل الدكتور مرسى إلى السلطة عبر الإخوان، وأعتقد أن الخطأ الكبير الذى أخطأ فيه الإخوان هو العنف.
■ هل هناك ما يسمى بالمشروع الإسلامى للدولة؟
- لا أعتقد أنه موجود فى أى مكان.
■ كيف نخرج من القفص؟
- فى مقدور أى شخص أن يتحدث عن الخروج من القفص، لكن ليس بمقدور أى طرف واحد أن يجد طريقاً للخروج، ولا يمكن لأى طرف أن يقول إنى جئت بالصناديق فأفعل ما شاء. كيف يمكن أن يكون بعد ثورة تقدم نعود للوراء.. ثورة شباب ثم نجنبهم.. ثورة شارك الجميع فيها ثم نريد الانفراد بالسلطة.
ليس بمقدور أى طرف إيجاد الحل، ولا أقبل أن يتحدث أحدهم ويقول: المعارضة ضعيفة، أو ليس لها من شىء القوة دون أن تساعدها أن ترى الحقيقة معك.
السؤال الأخير:
■ هل الأزمات الأخيرة قد ترفع يد الأمريكان عن الإخوان؟
- لنتذكر باستمرار أن هدف أمريكا هو أن يكون البلد به قدر من الاستقرار، لابد أن يعرف الجميع أننا كنا نشاهد الإخوان وهم من المستضعفين وكنا نحبهم، لكنى الآن «مخضوض». ما يحدث ليس على مستوى ما نتوقعه وليس قريباً كما تمنيناه، وغير قابل للبقاء. إذا لم يصلح نفسه فإنه سيواجه مشكلة كبيرة والبلد أيضاً سيواجه ذلك معه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.