في الأيام القليلة الماضية قامت إثنتين من كبريات الصحف المصرية بارتكاب أخطاء مهنية وهما جريدتي المصري اليوم والأهرام، ولكن الجديد في هذه المسألة ليست في الأخطاء ولكن في طرق معالجتها، حيث أنه في البداية قامت المصري اليوم برتكاب أخطاء في نقل بعض الأنباء عن الجمعية الوطنيه للتغيير، مما تسبب لها في مشاكل عده منها إمتناع الأستاذ حسن نافعه عن الكتابة بالجريدة حتى تم الاعتذارعن الخطأ وأغلقت هذه المشكلة. ولكن عندما أخطاءت جريدة الأهرام في تغيير صورة إخبارية وتعديلها بطريقة غير مهنية لم تعالج الأمر مثلما عالجته المصري اليوم بال بررت هذا الخطأ على أنه تعديل تعبيري. ولكن الجديد في كل هذا أن المصري اليوم استغلت هذا الخطأ سواء في تعديل الصورة أو تبرير هذا التعديل في مناورة صحفية شديدة الحرفية والمهارة قادها رئيس أركان أقصد رئيس التحرير الاستاذ مجدي الجلاد، حيث أن الجريدة في البداية نشرت الصور المعدلة والحقيقية ونشرت إنتقادات الصحف والشخصيات المحلية والدولية ثم قام أخيراً الأستاذ مجدي الجلاد بنشر مقالة مدافع عن جريدة الأهرام في خطوة شديدة الذكاء والدهاء في نفس الوقت، فتشبيه هذا الموقف مثل أن شخص ما إرتكب خطأ علني أمام الناس فتجمع حوله الناس غاضبين لينهروه ويزجروه على ما فعل، وإذ بواحد من هؤلاء الناس يحمي هذا الشخص ويدافع عنه ولكنه في نفس الوقت يؤنبه على فعل هذا الخطاء ليشعره بسوء هذا العمل الخاطيء. ربحت المصري اليوم هذه المناورة لأنها علمت كيف يفكر القارئ ولأنها علمت أن المواطن ليس مغيب ولا جاهل ولامعتوه فاختارت مبدأ المصارحة، فكسبت المزيد من القراء، وإن لم تكسب قارئ قفد كسبت الاحترام من الجميع.