اللى بنى مصر، كان فى الأصل حلوانى.. واللى حافظ على مصر، كان فى الأصل فخرانى.. موضوع مقالى «مصر بين الحلوانية والفخرانية».. فخرانى واحد فعلها.. عواد باع أرضه، والفخرانى استردها بقضية.. فخرانى مدينتى، غير كل الحلنجية فى مجلس الشعب.. فخرانى واحد صنع ما لم يصنعه 454 نائباً فى مجلس الشعب، لأنهم ليسوا فخرانية، ولا من طينة حمدى الفخرانى! لم نكن نسمع عن حمدى الفخرانى، قبل الحكم فى قضية مدينتى.. لم نكن نعرف صورته، ولا صورة ابنته ياسمين، طبيبة الأمراض الجلدية.. ببساطة لأنه لا يبحث عن مجد ولا شهرة.. كان يريد أن يقدم جهده قرباناً للوطن، الذى أحبه، وعز عليه أن يراه مسروقاً.. كانت مصر المحروسة تملأ قلبه ووجدانه.. آلمه أن تصبح مصر المحروسة مصر المسروقة، فأقام دعوى قضائية ببطلان عقد مدينتى! صدمة كبيرة هزت الأوساط الاقتصادية والعقارية فى البداية، فضلاً عن سوق المال والبورصة، بعد صدور الحكم الابتدائى.. لاحقوه بالتهديدات وإساءة استعمال الحق فى التقاضى.. صبر وسكت واحتسب، ومضى فى طريقه.. كانت لديه مستندات تؤكد وقوع جريمة مكتملة الأركان.. إهدار مئات المليارات.. عقد فاسد غير مسبوق فى التاريخ.. واصل المسيرة، وحصل على حكم قضائى نهائى بالبطلان! لم يفعلها نائب واحد فى البرلمان، رغم ما يتاح لهم جميعاً من أدوات برلمانية.. لأن نواب البرلمان لا يعنيهم، ولأن نواب البرلمان ليسوا حلوانية، من طبعهم البناء.. كما أنهم ليسوا فخرانية من طبعهم الحفاظ على البناء.. ولكنهم فواعلية وعتالون، يقبضون على طول الخط.. على تمرير مشروعات الكوارث، وعلى الصمت على مشروعات المصائب.. لم يحركوا استجواباً، ولم يقوموا بواجب الرقابة البرلمانية! ولو كان النواب من عينة الحلوانية أو الفخرانية، لما كان فى مصر عقد «مدينتى»، بجرة قلم وزير التعمير.. ولو عندنا حلوانية وفخرانية، لما كان فى مصر 28 شركة، مثل مدينتى، كما قال المستشار جودت الملط، رئيس جهاز المحاسبات.. فقط كان عندنا فخرانى واحد.. أرسله الله فى الوقت المناسب.. حتى يوقف نزيف مسلسل نهب مصر.. بينما كل الأجهزة الحكومية تزعم بأنه لا شىء خطأ! فخرانى مدينتى هو الذى ثابر وصابر، وأنجز بجهده الشخصى، ومن حر ماله.. أما فخرانية البرلمان فقد انبطحوا وانتهوا وماتوا وقبضوا، وتركوا مصر ليسرقها من يشاء.. لا يوجد فى البرلمان إلا قليل.. يريد أن يخلّص ضميره.. فلا يسمح لهم صاحب المنصة، ولا يسمح لهم سيد قراره، فكان الحل أن يظهر الفخرانى من الخارج.. يذهب إلى القضاء، بالأصالة عن نفسه، وبالنيابة عن المصريين جميعاً، ليرضى ضميره الوطنى! الفخرانية والحلوانية يتآكلون فى بلادى.. وتضيع مصر على يد المهلباتية، وتضيع مصر على يد الفواعلية والأرزقية.. وتستغرب أن تكون كل هذه الحرب على دخول مجلس الشعب.. يدفعون الملايين للحصول على مقعد تحت القبة.. لا رغبة فى الخدمة الوطنية ولا يحزنون.. فقط رغبة فى الثراء والكسب السريع.. اتفاق غريب على سرقة الوطن! عزيزى المرشح الشهم: لماذا تقاتل على دخول برلمان، لا يدافع عن مصالح وطنك؟.. ولماذا تحارب على مقعد بلا قيمة، لا يمارس صاحبه أدوات الرقابة؟.. ولماذا ترشح نفسك «حزب وطنى» وأنت تعرف دورك مقدماً؟.. ولماذا تدخل مجلساً، انقرضت فيه فصيلة الحلوانية والفخرانية؟.. عزيزى المرشح لعضوية مجلس الشعب: لحظة من فضلك.. هل أنت حلوانى أم فخرانى؟!