إنها يا سيدى مدينة حلوان، تلك البقعة القديمة الحديثة شديدة التميز، والتى يعانى ساكنوها أشد المعاناة من التلوث البيئى والصحى على حد سواء، فانظر يا سيدى إلى مصانع الأسمنت بها و ما تبعثه مداخلها من انبعاثات قضت على الأخضر واليابس، وزحفت إلى الصدور فاجتزت ما تبقى فيها من أنفاس، وأصابتنا وأبناؤنا بالذبحات الصدرية والحساسية والالتهابات المزمنة والأمراض المستعصية من جراء انبعاثات الأدخنة بمصانع الأسمنت بها، ومرارا وتكرارا سمعنا وعودا بنقل تلك المصانع إلى أماكن غير مأهولة بالسكان ولكن لا وعود نفذت على مدار العقود الطويلة الماضية!! هل من الممكن يا سيدى أن تتحول حلوان إلى منطقة سياحية فى يوم من الأيام، وهى تستحق بالفعل؟ بها عين حلوان التى اشتهرت بعيونها المعدنية والكبريتية والتى بتحليل مياهها وجد العلماء أن هذا الماء يعد من أغنى العناصر الشفائية الطبية، وبالإضافة إلى مناخ حلوان الجاف فهذا يهيئ جواً مناسباً للاستشفاء من أمراض عديدة، أهمها الأمراض الجلدية والآلام الروماتيزمية والمفصلية وأمراض الكبد والمسالك البولية وغيرها، ويعتبر مناخ حلوان بهذا مثالياً للمصحات العلاجية والتى أصبحت الآن صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء. هل نطمح من سيادتكم بتعميم خطة استراتيجية على المدى البعيد لإعادة هيكلة مدينة حلوان، لتصبح مدينة سياحية علاجية تجذب الأنظار وتدر على البلد ملايين الدولارات، هل من الممكن إقامة محمية طبيعية فى حلوان، أو حديقة حيوان مفتوحة، أو مدينة طبية استشفائية، أو الاعتناء بمتحف الشمع بها وإقامة المزيد من المتاحف، أو إقامة مراكز ثقافية ومراكز شبابية لأبناء المنطقة، يا سيادة المحافظ كل ما نأمله من سيادتكم أن تتحول حلوان على أيديكم إلى مدينة عالمية، وهى تستحق أكثر من ذلك بكثير، والتاريخ خير شاهد ودليل!!. هشام عارف عبدالراضى حسن- حدائق حلوان- محافظة حلوان [email protected]