كتب- خليل العوامي طالب مركز اولاد الارض لحقوق الانسان رئيس الحكومة بوضع قضية التلوث البيئي علي صدر اولوياته مما يحتم عمل برنامج متكامل لحماية البيئة مع توفير الامكانيات المادية والبشرية لتنفيذ هذا البرنامج، بما يضمن القضاء تماما علي كل المشاكل البيئية وذلك تطبيقا لحق اصيل من حقوق الانسان وهو الحياة في بيئة نظيفة خالية من التلوث، وأكد المركز ان التلوث البيئي لا يمكن اختزاله في ظهور السحابة السوداء، مشيرا الي ضرورة اتخاذ اجراءات حقيقية للحد من المشاكل البيئية. حذر المركز من استمرار خسائر مصر نتيجة تلوث الهواء والتي وصلت 4.6 مليار جنيه سنويا، وارجع المركز ذلك الي تبخر وعود الحكومة حول حل المشاكل البيئية، كما وصف المركز قانون البيئة بانه حبر علي ورق ولم يتم تفعيله منذ صدوره. اكد المركز ان قضية التلوث البيئي من القضايا التي لا تزال علي هامش اهتمام المسئولين، والمواطنين، علي حد سواء، وسخر المركز من قصر الحديث عن التلوث البيئي علي شهري سبتمبر واكتوبر من كل عام مع زحف السحابة السوداء علي مدينة القاهرة، وأكد ان الضجة تتوقف والحديث يتوقف عقب انجلاء السحابة وكأن التلوث البيئي اصبح موسميا ويتلخص في تلك السحابة التي وصفها المركز مظهرا خطيرا من مظاهر التلوث بالمقارنة بمصادر التلوث الهائلة والدائمة التي لا يلتفت اليها احد بالرغم من ان تقرير الصحة العالمية الاخير ذكر ان 25% من الامراض وايضا حالات الوفاة في العالم تحدث نتيجة تلوث البيئة. قام المركز بعمل رصد لدرجة التلوث في مدينتي القاهرة وميت غمر، واسفر الرصد في القاهرة حسب تقرير لجهاز شئون البيئة ان مصادر تلوث الهواء في القاهرة الكبري تتمثل في سبعة مقالب للقمامة عمومية و20 مقلبا عشوائيا تقوم بحرق المخلفات البلدية بالاضافة الي 4 مصانع للاسمنت و750 مسبكا و70 محجرا و110 كسارات حجارة و53 فاخورة و73 فرنا جيريا و530 مصنعا للطوب 1206 مصانع تعدين ومعملين لتكرير البترول وخمس محطات لتوليد الكهرباء وما يزيد علي 12 الف منشأة صغيرة و269 مكمرة فحم وقد اكدت بعض الدراسات ان احد اهم الاسباب للسحابة السوداء هو تراكم الملوثات التي تملأ هواء القاهرة علي مدار ال20 عاما الماضية بسبب تزايد اعداد السيارات من 400 الف سيارة عام 1980 الي 3.1 مليون سيارة عام 1998 بخلاف السيارات الوافدة اليها من المحافظات المختلفة وان عددا كبيرا من تلك السيارات متهالكة ولا تعمل محركاتها بكفاءة لحرق البنزين او الجاز مما يسبب مضاعفة الملوثات الهوائية من العوادم الخارجة منها كأول اكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت والنيتروجين والهيدروكربونات وأكاسيد الرصاص، وقد اكدت الدراسة ان حرق المخلفات البلدية تمثل 36% من اسباب التلوث والانبعاثات الصناعية تمثل 32% وعوادم المركبات وتمثل 26% اما حرق المخلفات الزراعية والمتهم بها الفلاح المصري فلا تزيد علي 6% وهو الامر الذي يؤكد براءته من التهمة الظالمة التي طالما يلصقونها به بانه المتسبب الاول في تلوث هواء القاهرة ويؤكدون هذا الزعم بان السحابة السواء لا تظهر الا بعد حرق قش الارز. اما بالنسبة لمدينة ميت غمر فهي من اهم المدن الصناعية القديمة في مصر وتميزت بانها مدينة الصناعات الصغيرة علي الرغم من وجود صناعات اخري مثل الغزل والنسيج والصناعات الخشبية، والصناعات الصغيرة تعد من اكثر الصناعات تلويثا للبيئة وخطرا علي صحة الانسان والحيوان والنبات، ويصل عدد المصانع والورش الحرفية في مركز ميت غمر الي 1633 مصنعا وورشة يعمل بها 7665 عاملا بخلاف العمالة غير الدائمة. ويوجد في مركز ميت غمر 45 مصنعا للطوب منها 33 مصنعا بالقري و12 مصنعا بالمدينة ويبلغ عدد عمالها 664 عاملا، اما مصانع الالومنيوم فيصل عددها الي 56 مصنعا منها 39 مصنعا في المدينة وحدها و17 مصنعا في القري، وتمثل مسابك الرصاص اخطر مصادر التلوث في ميت غمر ويعاني العاملون في هذه المسابك من هذا التلوث الخطير وتخيم علي المدينة سحابة سودا ءتحمل الموت اينما حلت، ومن هذا يتضح ان الزيادة في تركيز الملوثات الناجمة عن مسابك الرصاص هي زيادة قاتلة، فالرصاص الزائد عن النسبة المسموح بها يؤدي الي تكسير كرات الدم الحمنراء وقلة نسبة الهيموجلوبين مما يؤدي الي فقر الدم المعروف بالانيميا، وأكثر الناس عرضة لاثر الرصاص هم الاطفال من عمر 1- 3 سنوات واذا وصل تركيز الرصاص الي 6.0 جزء في المليون في دم الاطفال فانه يؤدي إلي التسمم والموت المؤكد. اكد المركز ان ظاهرة السحابة السوداء لن تنتهي دون اتخاذ الحكومة خطوات حقيقية والقيام بدور حقيقي لانهائها، مشيرا الي ان الفلاح المصري برىء من التسبب في السحابة السوداء التي تقف وراءها ظاهرة الاحتباس الحراري، وان الفلاح يرغم علي حرق قش الارز لان بقاءه في الحقول يجعله مرتعا للافات التي تهدر زراعة البرسيم والقمح وهو ما يصيب الفلاح بخسائر فادحة، واك