اتهم الكاتب البريطانى روبرت فيسك أجهزة الأمن المصرية باختراق جميع مكاتب الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية فى القاهرة، مؤكداً أن رؤساء هذه المكاتب على علم بوجود من سماهم «الجواسيس المحليين»، إلا أنهم لا يستطيعون التخلص منهم. وقال فيسك فى مقاله بصحيفة «إندبندنت» البريطانية أمس، إن أجهزة الأمن فى مصر تمكنت من زرع العديد من رجالها داخل مكاتب الصحافة الأجنبية فى القاهرة، أثناء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التى جرت قبل 15 عاماً، متهما الأمن بابتزاز المصريين العاملين فى هذه المكاتب، بهدف التجسس على المحتوى الصحفى المقرر تقديمه فى القنوات الأجنبية. واستشهد فيسك بقصة أحد مراسلى مجلة «تايم» الأمريكية الذى جمع معلومات قبل سنوات، عن التعذيب المتكرر داخل السجون، مؤكداً أن المجلة تراجعت عن نشر التقرير بعد نجاح السفير الأمريكى فى القاهرة فى إقناع مدير مكتب المجلة بأن يتفهم خطورة التقرير الذى من الممكن أن يتسبب فى انهيار النظام المصرى إذا تم نشره. وقال فيسك إن تراجع «تايم» عن نشر التقرير تسبب فى تفاقم الانتهاكات وارتفاع عدد ضحايا التعذيب داخل السجون، مؤكداً أن رؤساء المكاتب أصبحوا الآن أكثر خوفاً من نشر تقارير عن مثل هذه القضايا أكثر مما كانوا قبل 10 سنوات. وتابع فيسك أن الحقيقة فى جميع قضايا الشرق الأوسط يتم تغييبها بين عناوين الصحف، مؤكداً أنه يتم قلب الحقائق حال اتفاق الحكومة والصحفيين وإدارات القنوات على صيغة مشتركة لنشر أى موضوع، بحيث تتحول الوحشية إلى رقة، ويصبح المظلوم عنيفاً بالفطرة، والديكتاتور حاكماً قوياً، ويلقب الجدار الإسرائيلى بالحاجز الأمنى، وبذلك يتوفر الغطاء القانونى للاحتلال. وأضاف فيسك أن هذه المكاتب لا تستطيع الآن القيام بمهمتها فى توصيل الأخبار التى يجب أن يعرفها الغرب، موضحاً أنه من الممكن أن يتسبب توصيل المعلومات أو الأخبار فى إغلاق المكاتب، مشيراً إلى أنها أصبحت بمثابة استثمار بعيد عن الهدف الذى أنشئت من أجله.