فجَّر الحوار الذى أجرته «المصرى اليوم» مع محمد مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ونشر أمس، ردود فعل ساخنة داخل الجماعة وخارجها، وصل إلى حد وصف ما قاله المرشد بأنه ينذر بتصدع الجماعة، فيما قال آخرون إن المرشد تعرض للظلم ومن حقه أن يتكلم. وعلى الرغم من أن الدكتور عصام العريان، بطل الأزمة الأخيرة، ومحور الخلاف الأساسى داخل مكتب الإرشاد، رفض فى بداية الأمر التعليق، فإنه تراجع وقال ل«المصرى اليوم»: «إذا كان هناك سر داخل مكتب الإرشاد لا يعلمه المرشد، فأنا أيضاً لا أعرف، لأننى لست داخل المكتب، ولا أرى ما يراه المرشد»، وأضاف: «سألتزم الصمت حتى لا تستغل وسائل الإعلام تصريحاتى بصورة تسىء إلى عاكف والإخوان». كان مهدى عاكف قال فى حواره إن هناك سراً غامضاً فى مكتب الإرشاد، وهو ما دفع على لبن، عضو الكتلة البرلمانية للجماعة، إلى مطالبة المرشد بالكشف عن هذا السر. وقال لبن: «ما صرح به المرشد عبارات مطلقة، وكان يجب تحديدها وتفسيرها، لأن هناك أخطاء يمكن تداركها، ونحن نريد معرفة الأخطاء الموجودة داخل الجماعة حتى نقف عليها ونعمل على إصلاحها». وكشف أحمد سيف الإسلام حسن البنا، القيادى بالجماعة، أنه سبق أن نصح قيادات الإخوان بعدم الانزلاق إلى هذا المنزلق الخطير الذى ينذر بتصدع الجماعة، وأضاف: «حوار المرشد كشف حجم المشاكل الموجودة، وإن كنت أرى أن الحديث عنها لا يصح حتى لا تتفاقم». أكثر ما أثار الجدل فى حوار المرشد، هو كشفه تفاصيل الصفقة التى عقدتها الجماعة مع الأمن قبل انتخابات 2005، التى أدت إلى فوز 88 من مرشحى الجماعة بمقاعد فى مجلس الشعب، ووصف الدكتور عبدالحميد الغزالى، المستشار السياسى للمرشد، ما قاله عاكف فى هذا الشأن بأنه «مفاجأة». وبدا أحمد رائف، القيادى السابق فى الجماعة، متعاطفاً مع المرشد، وقال إن ما صرح به «تنفيس عما يواجهه فى مكتب الإرشاد.. لأن عاكف تعرض للظلم بشكل لم يتعرض له أى مرشد قبله». واعتبر رائف أن ما جاء فى حوار المرشد مع «المصرى اليوم» شىء إيجابى، بعد أن تعرض لمهانة شديدة من قيادات الجماعة التى رافقته طوال حياته، وقال: «ما حدث مؤخراً هو تدن فى سلوكيات بعض القيادات التى تغيرت عن السابق كثيراً».