أكد أحمد سليمان، مدرب حراس مرمى المنتخب الوطنى، أن فرصة مصر كبيرة فى التأهل إلى كأس العالم، وقال فى حوار ل«المصرى اليوم»، حراسة المرمى لم تعد فى خطر بعد قرار اتحاد الكرة إلغاء التعاقد مع حراس أجانب، وأبدى سعادته بتدريب حارس مثل عصام الحضرى، واعتبر الجهاز الفنى الحالى الأفضل فى تاريخ المنتخبات الوطنية، وطالب اللاعبين بالهدوء والتركيز فى مواجهة الجزائر حتى يتمكن المنتخب من الفوز والتأهل إلى كأس العالم باعتباره حقاً لهذا الجيل صاحب البطولات. ■ بداية كيف ترى فرصتنا فى التأهل إلى كأس العالم؟ - الفرصة أصبحت كبيرة قياساً بالوضع السابق، فبعد الخسارة من الجزائر وفوز الجزائر على زامبيا كانت الفرصة شبه مستحيلة مقارنة بالمنافس، الذى لم يستغل مباراتيه أمام زامبيا ورواندا ببليدة، لكننا نجحنا فى الفوز بثلاث مباريات، وتخطينا حواجز كثيرة نفسية ومعنوية بالعودة للمنافسة وبقوة، وباتت أمامنا خطوة واحدة للتأهل. ■ ومتى فقدتم الأمل فى الصعود؟ - فوز الجزائر على زامبيا بهدفين كان أصعب اللحظات على الجهاز الفنى، وزاد بالهزيمة من أمريكا فى كأس القارات، خصوصاً عندما زادت الانتقادات ضدنا فى مصر، وأصبح الجميع على قناعة بأننا لن نصعد، لكننا لم نفقد الثقة فى أنفسنا واللاعبين، وتعاملنا مع كل مباراة على حدة، وجمعنا من ثلاث مباريات 9 نقاط رغم أننا لعبنا منها مباراتين خارج مصر. ■ وما المطلوب فى الفترة المقبلة؟ - لابد من التزام الهدوء والتركيز فى المباراة، خصوصاً من جانب الجهاز واللاعبين، لأن إمكانياتنا أفضل بكثير من الجزائر بدليل أننا أبطال أفريقيا مرتين فيما لم تتأهل الجزائر إلى بطولة الأمم، والجيل الحالى يمتلك مقومات كثيرة تجعله الأحق بتمثيل القارة الأفريقية فى المونديال، وكان من السهل علينا أن نحتل صدارة المجموعة من البداية لولا أن القرعة جاءت خادعة، فبعد الوقوع مع الجزائر وزامبيا أصبح لدى الجميع قناعة بأننا صعدنا، لذا جاء الأداء أمام زامبيا فى المباراة الافتتاحية مخيباً للآمال. ■ ألا ترى أن التعادل مع زامبيا كان سبب تراجع أسهم الفريق فى التصفيات؟ - نعم، فالفوز بهذا اللقاء كان يكفى لتصدرنا المجموعة حالياً، ولكن الظروف كانت صعبة، حيث اكتملت الصفوف قبل 4 أيام من المباراة، وكنا وقتها نعتمد على سبعة محترفين هم: عصام الحضرى ومحمد شوقى ومحمد زيدان وأحمد حسام وحسنى عبدربه وعماد متعب وعمرو زكى. ■ وكيف ترى الضغوط التى يفرضها الإعلام الجزائرى؟ - بصراحة الإعلام والجمهور الجزائرى حاولوا التأثير علينا، وقبل لقاء بليدة أحاط الجمهور بالفندق واستخدم كل الأساليب لإزعاج اللاعبين، وإجبارهم على عدم النوم، وهو ما يؤكد أن الجزائريين ليس لديهم الثقة بالنفس. ■ ولماذا الإحساس بأن حراسة المرمى فى مصر فى خطر؟ - أعترف بأن الوضع كان سيئاً قبل إلغاء التعاقد مع الحراس الأجانب، لأن الحراس المحترفين وصل عددهم إلى نحو 11 حارساً من أصل 16 نادياً تلعب بالدورى الممتاز، لكن الوضع الآن اختلف لأن الأندية بدأت التخطيط للتعاقد مع حراس مصريين، والصبر على الحراس الشباب لذا تجد أحمد الشناوى فى المصرى وعامر محمد والمهدى سليمان فى إنبى وأحمد عادل فى الأهلى وشريف إكرامى فى الجونة، وهو ما يبشر بمستقبل زاهر لحراسة المرمى على مدار 15 عاماً. ■ لكنك تواجه مشكلة غياب بديل الحضرى؟ - بصراحة أنا محظوظ بتدريب الحضرى، لأنه يمتلك سمات شخصية من الصعب تكرارها، فهو يحب التدريب ويمنع نفسه من التصريحات، ومركز حراسة المرمى من المراكز التى تحتاج للتثبيت، والعالم كله يعتمد على هذه السياسة، فإيطاليا ليس لديها بديل على مستوى بوفون، وكذلك إسبانيا وهولندا بالنسبة لكاسياس وفان دار سار، وتاريخ الحضرى بدأ مع المنتخب فى 2006 فلم يكن موجوداً فى قائمة الفريق المشارك فى بطولة 2004، ومن الممكن تجهيز حارس بديل بشرط أن يكون لديه الرغبة مثلما كانت لدى الحضرى، وأن ينتظم فى المباريات، ليكتسب الخبرة. ■ وما سر التذبذب فى مستواه بين مباراة الذهاب مع الجزائر ولقاء زامبيا؟ - الحضرى حارس عملاق، ولكن ظروف المباريات قد لا تساعده، لكنه يجيد التركيز وتوجيه زملائه، ويبقى التوفيق من عدمه لأنه لا يقصر فى التدريبات أو المباريات. ■ هل أجبرتك الظروف على ضم محمود أبوالسعود والهانى سليمان؟ - أبحث دائماً عن حارس يشارك، لأننا نتفق أن استمرار المشاركة وحساسية المركز لا تأتى إلا باللعب، وأنا حزين لغياب عبدالواحد السيد ومحمد صبحى عن المشاركة، لكن فى النهاية هناك قوام أساسى يمثل 11 لاعباً هو ما يهمنا الحفاظ عليه مع إدخال عناصر جديدة، ولذا جربنا من قبل سمير عاشور وإبراهيم فرج، وأمير عبدالحميد، ومع منح الهانى سليمان وأبوالسعود فرصة المشاركة فى مباراتى غينيا وموريشيوس. ■ ولكن ضم الهانى تحديداً يعرضك للانتقاد بعدما استقبلت شباكه فى الاتحاد الكثير من الأهداف؟ - الحارس كان مع الفريق فى التجمع السابق لمباراتى رواندا وزامبيا ومشاركته مع فريقه منتظمة، والعبرة فى النهاية بتفاديه تكرار الأخطاء وحفاظه على مستواه، وأتساءل: لماذا الهجوم على ضم الهانى رغم أن هذا لم يحدث مع انضمام عبدالواحد وعبدالمنصف فى أوقات سابقة رغم اهتزاز مستوى الزمالك واستقبال شباكهما أهدافاً غزيرة. ■ ولماذا تحارب انتقال أبوالسعود للأهلى؟ - لا أتدخل فى هذا الأمر، ولكن نفس الكلام تردد حول الهانى سليمان عندما تألق مع الاتحاد، وكل ما أبحث عنه أن يشارك الحراس، ولو وجدت فرصة أبوالسعود جيدة فى اللعب إذا ما انتقل للأهلى لأيدت انتقاله. ■ الجهاز كان مهدداً بالإقالة فى حالة الفشل فى الفوز على رواندا أو زامبيا؟ - الإقالة لا تعنينا، فقد بذلنا أقصى ما بوسعنا ونتائجنا كفيلة بالرد على أى شخص، ويكفى أننا حققنا أفضل إنجازات الكرة المصرية، ويحسب لهذا الجهاز أن جميع أفراده حققوا بطولات لمصر فى كل المجالات، فحسن شحاتة حقق مع منتخب الشباب بطولة أمم أفريقيا عام 2003، وحقق مع المقاولون إنجاز الفوز بكأس السوبر وكأس مصر على حساب الأهلى والزمالك، وأنا وشوقى غريب وحمادة صدقى حققنا مع منتخب الشباب أفضل الإنجازات فى تاريخ الشباب بإحراز برونزية كأس العالم 2001. ■ رغم الإنجازات، حسن شحاتة لم يأخذ حقه فلماذا؟ - بالفعل ولا أدرى سبباً لهذا وأتعجب كثيراً عندما أرى تعامل الناس فى كل الدول العربية والأفريقية معه واستقباله استقبال العظماء، ولكن شحاتة يكفيه تقدير «الفيفا» والاتحاد الأفريقى والقيادة السياسية فى مصر، وأعتقد أن الوصول إلى كأس العالم قادر على تغيير هذا الوضع، ويجعله بطلاً قومياً يستحق تمثالاً فى أكبر ميادين القاهرة. ■ وبماذا تنصح أمير عبدالحميد؟ - أمير حارس جيد، لكنه يحتاج للعب باستمرار وأنصحه بأن يبحث عن ناد يحقق له ذلك إذا ما كانت فرصته فى الأهلى صعبة. ■ وهل تنوى الاستفادة من حراس منتخب الشباب؟ - من الصعب الاعتماد عليهم، فلديهم مشكلة كبيرة تكمن فى صعوبة مشاركتهم مع أندية الدورى فمثلاً على لطفى ومحمد أبوجبل فرصتهما صعبة فى وجود المهدى سليمان وعامر محمد، وبسام محمد لم يتم تصعيده فى الجيش، وأتمنى استمرار منتخب الشباب كفريق أوليمبى حتى يتسنى للحراس المشاركة بعيداً عن دورى الشباب. ■ تاريخك كلاعب قصير فكيف حققت المعادلة الصعبة بتدريب صفوة حراس مصر؟ - الظروف حرمتنى من الاستمرار فى الملاعب، ويكفينى أننى لعبت للأهلى والزمالك وتدربت تحت قيادة مدربين كبار، وفى النهاية التدريب قدرات كما هو فى اللعب، والجميع يعرف أننى بدأت السلم من أسفله فدربت فريق الزمالك الفائز بكأس السوبر، وليس شرطاً أن يكون اللاعب الجيد مدرباً ناجحاً أو العكس.
