أعلن جان ساركوزى، نجل الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، تخليه عن سعيه لإدارة وكالة «إيباد» العامة التى تشرف على حى الأعمال «لاديفانس» الثرى فى باريس، مبرراً ذلك بأنه يود تبديد أى شبهة محاباة. وقال إنه لن يتولى فى ديسمبر المقبل، منصب رئيس مجلس إدارة حى لاديفانس، وهو المنصب الذى كان موضع جدل منذ حوالى أسبوعين فى فرنسا، وبسببه نددت المعارضة اليسارية ب«المحاباة» التى يتمتع بها نجل الرئيس الفرنسى. وقبل فوزه بمقعده فى عضوية المجلس المحلى، قال جان ساركوزى للمحطة الثانية فى التليفزيون الرسمى: «سأكون مرشحاً لمنصب مدير حى لاديفانس لن أتولى رئاسته بعد انتخابى عضواً فى المجلس ولو انتخبت فلن أتولى رئاسته»، مشدداً فى الوقت نفسه على أنه يتمسك بالفوز بمقعد فى مجلس وكالة إيباد، وأضاف: «لا أريد فوزاً مشوباً بالشكوك»، وحصل جان على 30 صوتاً مقابل 15، ليصبح بذلك عضواً فى المجلس المحلى ل«لاديفانس»، وندد جان ساركوزى ب«حملة التشويه» حول ترشيحه، وقال إنه اختار منطق العقل بعدم توليه منصب رئاسة الحى، وأقر بأنه استشار والده قبل اتخاذه هذا القرار. ويمثل تراجع جان ساركوزى نكسة للرئيس الذى أنفق قدراً كبيراً من رصيده السياسى فى الدفاع عن ترشيح ابنه للمنصب، ولم يكن يتوقع ردود فعل معادية لطموحات ابنه التى نضجت مبكراً. فى المقابل، رحبت المعارضة الفرنسية بالقرار، وقال الحزب الاشتراكى إن ساركوزى تراجع أمام الضغط والاستنكار الشعبى لأغلبية كبيرة من الفرنسيين، وأن الرئيس الفرنسى أملى على ابنه القرار وطلب منه التراجع عن منصب يعتبر محسوبية واضحة. وكان جان ساركوزى انتخب من قبل ناخبى منطقة أوسور سين ليصبح مستشاراً فى هذه الدائرة الواقعة غرب باريس فى مارس 2008، ثم انتخبه زملاؤه ليصبح زعيم الأغلبية اليمينية للمجلس العام فى الدائرة، بينما اختاره المجلس ليتولى رئاسة حى لاديفانس. ويشبه جان ساركوزى والده إلى حد كبير، ويتحدث بطلاقة وبدأ العمل السياسى فى أوسور سين الدائرة الغنية التى بدأ فيها ساركوزى حياته السياسية، عندما كان فى العشرينيات من عمره، ويعد حى لاديفانس منطقة واسعة تضم ناطحات سحاب ومقار للشركات الكبرى على المشارف الغربية لباريس أقامه الرئيس الراحل شارل ديجول فى 1958، ويتطلع لمنافسة لندن كمحور مالى رئيسى لأوروبا.