أعتذر عن عدم الكتابة فى الرياضة هذا الأسبوع، تلبية لنداء حسن شحاتة بوقوف الجميع لمساندة المنتخب الوطنى مع توصية المدير والجهاز الفنى بالإعداد النفسى والبدنى الجيد واختيار التشكيل الأمثل وخطط اللعب المناسبة، والأهم صفاء النية والإخلاص لتحقيق الحلم الصعب، وفى نفس الوقت اعتبار اللقاء مباراة رياضية تحتمل المكسب والخسارة، وليست حرباً كما وصفها بعض من يثيرون النفوس وينشرون الحقد والكراهية. وعليه فقد فضلت أن أشير إلى مرض جديد أخطر من أنفلونزا الخنازير بدأ انتشاره منذ سنوات على أرض المحروسة يطلق عليه «فيروس الألقاب» على من يستحقون أو لا يستحقون، فكل من كتب أغنية أصبح لقبه «الشاعر الكبير»، وكل من لحن لقبوه ب«الموسيقار»، وكل من كتب سطرين فى الصحافة أصبح «الكاتب الكبير»، وكل من قدم برامج فهو «الإعلامى الكبير» وكل من درس قشور الدين فهو «الداعية الكبير» وكل من شارك فى فيلم أو مسرحية فهو «الفنان القدير والكبير» وكل من غنى أغنية حتى ولو كانت هابطة «المطرب الكبير»، أما لقب «رجل أعمال» فقد اختلط بين الجادين والصالحين مع النصابين والفاسدين والمفسدين، فى حين أن السباك والميكانيكى والسمكرى نسميهم «الباشمهندس» ولقب «الباشا الصغير والكبير» على ضباط وأمناء الشرطة كل على حسب رتبته، وأخيراً كل من شارك فى مباراة أو أكثر أصبح «كابتن مصر والنادى الفلانى والمحلل الفنى»، لقد أصبحت الألقاب فى بلدنا «سداح مداح» فكل إنسان أطلقوا عليه لقبا مقرونا بالكبير سبحان ربى الأكبر. ما علينا، فقد هالنى خبران نشرتهما الصحف فى الأسبوع الماضى، الأول اقتحام أحد نواب مجلس الشعب وأنصاره مركز شرطة دشنا للمطالبة بالإفراج عن بعض المحتجزين من أقاربه، واعتداؤه على العاملين داخله وصفعه أمين شرطة، والأدهى والأمرّ عندما أكد أن أمين الشرطة لم يكن يرتدى الزى الرسمى واعتقاده بأنه مواطن عادى، وعندما سألته مقدمة إحدى البرامج الفضائية وهل يحق للنواب ضرب المواطنين؟ رد ضاحكاً: نعم فى بعض الأوقات والظروف!! وبعد أيام قليلة تكرر نفس الخبر باقتحام نائب آخر مصحوباً بأنصاره وحرسه الخاص مدرسة إعدادية للبنات فى شبرا الخيمة بحجة الاطمئنان على النظافة العامة، وقاموا بضرب الناظر وأحد المدرسين وعندما طالبته مديرة المدرسة بالحصول على تصريح من الإدارة التعليمية رد السيد النائب الموقر بقوله: «أنا نائب الشعب، وهذا عملى ولا يجرؤ أحد على منعى»، بالإضافة إلى المعارك الثنائية بين النائب سيد جوهر وحسن فريد والنائب أحمد شوبير والمحامى مرتضى منصور، الذى استغل الأول برنامجه التليفزيونى فى الدفاع عن نفسه وبث صور عائلته بمعاونة أنصاره، وفى مقدمتهم الدكتور الذى لم يزاول الطب والرياضة طوال حياته، ونظراً لحوادث خروج بعض النواب عن النص أكثر من مرة واستغلال الحصانة أسوأ استغلال فإننى أناشد الدكتور أحمد فتحى سرور اقتصار الحصانة البرلمانية- كما فعل البرلمان الإيطالى- على قضايا الرأى فقط تحت القبة أما خارجها فيخضع السادة النواب للقانون كغيرهم من المواطنين تطبيقاً للقاعدة العامة «القانون يطبق على الجميع سواء غفير أو وزير أو غنى أو فقير، فالكل سواسية سواء كانوا نواباً أو مواطنين». ■ ■ همسة فى أذن النجم الخلوق حازم إمام بالابتعاد عن الإعلانات التليفزيونية التى لا تليق بأعضاء مجالس الإدارات حفاظاً واحتراماً لتاريخه الطويل والناصع، سواء فى المنتخب أو نادى الزمالك.