حذر عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من التحديات التى تواجه الدول العربية فيما يتعلق بقضية شح المياه، مؤكداً أن المنطقة تدخل فى «طور الفقر المائى»، مشيراً إلى أن الجامعة ستدعو لعقد مؤتمر دولى للمياه لمواجهة التهديد الإسرائيلى للأمن المائى فى فلسطين والأردن وسوريا ولبنان. وقال موسى فى كلمته، أمس فى افتتاح أعمال «الاجتماع الإقليمى للشركاء لإطلاق برنامج حوكمة المياه فى الدول العربية»، إن تحدى المياه فى البلدان العربية يأتى على رأس قائمة أولويات الجامعة، وإنه سيكون لمجلس وزراء المياه العرب الذى تم تشكيله مؤخرا دور محورى فى تعزيز العمل العربى المشترك للتصدى لقضايا المياه الحيوية، وصياغة رؤية عربية موحدة حول أفضل سبل مواجهة التحديات التى تواجهها المنطقة. وأشار موسى خلال الاجتماع، الذى نظمه المكتب الإقليمى للدول العربية التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، إلى أن مجلس الجامعة العربية على مستوياته المختلفة يتابع عن كثب ما تهدف إليه السياسة الإسرائيلية من السيطرة على المياه العربية فى الأراضى العربية المحتلة وتحويل مساراتها. وخلال الاجتماعات، بدا أن المطلب الأكثر إلحاحاً من الأمين العام والمشاركين، هو البحث عن دعم مادى وتمويل لمشروعات المياه المشتركة التى تحد من تناقص المياه. من جانبه، أكد وزير الرى السودانى المهندس كمال على، أن الاجتماع الذى عقد مؤخراً بين دول حوض النيل بأوغندا، وشاركت فيه مصر كرئيس لمجلس وزراء حوض النيل، لم يكن تفاوضياً، موضحا أن الدول الأعضاء اتفقت فيه على وضع ما سموه «خارطة طريق للتفاوض فى الاجتماعات المقبلة»، وأن الاجتماع «لم يتطرق بأى حال للنقاط الخلافية حول الاتفاق الإطارى لدول الحوض». ونفى على فى تصريحات صحفية أمس، بمقر جامعة الدول العربية على هامش مشاركته فى الاجتماع، تأثير إقامة سد مروى، الذى أنشأته الحكومة السودانية مؤخراً، على حجب جزء من حصة السودان التى كانت تذهب إلى مصر كما تردد، قائلاً: «مصر لم تكن تأخذ منا يوماً حصة زائدة من مياه النيل، ولم تسحب من حصتنا فى السابق ولا فى الحاضر ولن يحدث فى المستقبل»، منوها بأن الدليل على ذلك أن اجتماعات الهيئة الفنية المشتركة بين مصر والسودان وافقت على مشروع سد مروى قبل إنشائه، ولم تبد مصر أى تحفظات عليه. وحول استكمال العمل فى قناة جونجلى، أكد وزير الرى السودانى: «ليس فيها جديد على الإطلاق، ولم نصل إلى شىء فيها». من ناحيتها، ذكرت مدير المكتب الإقليمى للدول العربية التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى، أمة العليم السوسوة، أن تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2009، الذى أطلقه المكتب مؤخرا يسوق دلائل قاطعة على أن مشكلة شح المياه المتزايدة فى المنطقة العربية تمثل تهديدا خطيرا لأمن الإنسان. وقالت السوسوة إن تقرير التنمية البشرية لعام 2007-2008 يتضمن أن 15% من سكان المنطقة لا يحصلون على المياه الصالحة، ويتراوحون بين 2% فى مصر و32% فى اليمن، بينما يصل من يفتقرون لخدمات الصرف الصحى لحوالى 30% من سكان المنطقة، ويتراوحون بين نحو 2% فى لبنان والإمارات وحوالى 70% فى السودان. وأضافت أن هذه المنطقة يعيش فيها 5% من سكان العالم يحصلون على 1% فقط من موارد المياه العذبة، مما يجعلها من أكثر مناطق العالم تعرضا للضغوط المائية، مشيرة إلى أنه بحلول عام 2025 سيقل نصيب الفرد فى المنطقة من الموارد المائية المتجددة عن الفقر المائى الشديد المتعارف عليه عالميا. وتابعت أن الإحصائيات الواردة فى تقرير التنمية البشرية لعام 2006، الصادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائى حول المياه، تشير إلى وجود 1.1 مليار شخص فى البلدان النامية لا يحصلون على المياه بشكل كافٍ، وأن عدد من يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحى الأساسية يصل إلى 2.6 مليار شخص.