فى شارع العزيز بالله فى منطقة الزيتون بالقاهرة يقع المستشفى الإسلامى، التابع للمركز الإسلامى العام لدعاة التوحيد والسنة، وهو إحدى أهم العلامات المميزة للمنطقة، لأنه ظل المستشفى الخاص الوحيد الذى يخدم أهالى المنطقة لسنوات طويلة، ويقدم إليهم خدمة طبية متميزة، إلا أنهم أصبحوا مهددين بالحرمان من تلك الخدمة، بسبب شكوى تقدم بها أحد المواطنين إلى إدارة العلاج الحر فى وزارة الصحة ضد المستشفى، الأمر الذى أثار استياء جميع العاملين فيه، المهددين بالتشرد، والذين توجهوا جميعاً بأكثر من طلب إلى وزير الصحة يناشدونه إعادة إرسال لجنة لمعاينة المستشفى والوقوف على جودة الخدمة الطبية المقدمة فيه. وقال الدكتور مصطفى عدلى، أستاذ جراحة الأورام فى كلية الطب جامعة عين شمس، عضو مجلس إدارة المستشفى، إن المستشفى الإسلامى أنشئ كإحدى خدمات المركز الإسلامى العام لدعاة التوحيد والسنة، والمشهر برقم 1301 لسنة 1968 من وزارة الشؤون الاجتماعية، بهدف تقديم خدمة طبية جيدة ومدعمة لأهالى منطقة الزيتون والمناطق المحيطة بها، ويضم المستشفى 50 سريراً، ووحدة الغسيل الكلوى، التى تستوعب 106 مرضى شهرياً، ويتردد على المستشفى نحو 15 ألف مريض شهرياً، منهم 1750 يرعاهم المستشفى طبياً ومجاناً، بسبب تدنى حالتهم الاجتماعية، ويجرى نخبة من الأطباء الاستشاريين فى المستشفى حوالى 300 عملية جراحية شهرياً بأسعار مخفضة، حتى استطاع المستشفى أن يكسب ثقة المسؤولين والأهالى طوال السنين الماضية. وأضاف: «فوجئنا منذ فترة بأحد المواطنين يتقدم بشكوى لوزارة الصحة، يتهم فيها المستشفى بالإهمال، الذى تسبب - حسبما جاء فى شكواه - فى إلحاق الضرر بطفلته، بسبب نقلها فور ولادتها إلى إحدى الحضانات فى المستشفى، مؤكداً أن الطفلة تتمتع بصحة جيدة، ونقلها إلى الحضانة إجراء وقائى يطبقه المستشفى على كل الأطفال المولودين قيصرياً، حيث يتم وضعهم تحت الملاحظة لمدة 6 ساعات عقب الولادة للتأكد من سلامتهم، قبل السماح لهم بالخروج مع ذويهم، ورغم تمتع الطفلة بصحة جيدة وخروجها من الحضانة وخضوعها لمستوى عال من الرعاية الطبية إلا أن الأب أصر على تقديم الشكوى للوزارة، ورفض تسلم الطفلة، التى مازال المستشفى يرعاها، ونضطر لإرضاعها صناعياً، بسبب اكتفاء الأم بزيارة طفلتها فى المستشفى مرة كل 3 أيام». وتابع: «اندهشنا كثيراً من موقف أسرة الطفلة، التى سعت إلى تقديم الشكوى، وأهملت طفلتها، وبالفعل أرسلت الوزارة لجنة لمعاينة المستشفى، للوقوف على مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى وسلامة الأجهزة المستعملة، لكن للأسف الشديد جاء تقرير اللجنة المكونة من طبيب واحد فى غير صالح المستشفى، وهو ما حاولنا إثبات عكسه، خاصة أن المستشفى منذ إنشائه يحصل على دعم من بعض القيادات السياسية فى الدولة، الذين رصدوا بأنفسهم ارتفاع مستوى الخدمة الطبية، التى يقدمها المستشفى للمترددين عليه، حيث تبرع له محافظ القاهرة السابق بسيارة إسعاف، وكذلك السيدة آمال عثمان، وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة، تبرعت بمبلغ نقدى، وتحتفظ إدارة المستشفى بخطابات الشكر المقدمة لها من مدير إدارة العلاج الحر ومكافحة العدوى فى المنطقة الواقع بها المستشفى، والتى أشاد فيها بمستوى الأداء فى المستشفى، وقرر بناءً عليه صرف مكافآت للأطباء والممرضين». وأوضح د. مصطفى: «توجهنا على الفور إلى مكتب مدير إدارة العلاج الحر فى الوزارة لعرض حقيقة الأمر عليه، وتقدمنا له بطلب رسمى لإعادة تشكيل لجنة أخرى لرصد مستوى الخدمة الطبية فى المستشفى، وعدم الاكتفاء بتقرير اللجنة الأولى، لكنه أكد لنا أن الشكوى أحيلت لمكتب وزير الصحة، فتوجهنا بخطاب معتمد من نقيب الأطباء لمسؤولى مكتب الوزير لمناشدة الوزير إعادة تشكيل لجنة أخرى، للتأكد من مستوى الأداء فى المستشفى قبل أن يصدر الوزير قراره النهائى فى شأنه، حرصاً على استمرار المستشفى فى تقديم خدماته المدعمة للمواطنين،. وأشاد نقيب الأطباء فى خطابه للوزير - الذى حصلت «المصرى اليوم» على صورة ضوئية منه - بمستوى الرعاية الطبية فى المستشفى، وسمعته الطيبة، وجودة الأجهزة المستخدمة فيه، ومطابقتها معايير الجودة ومكافحة العدوى، لكن أحداً لم يستجب لطلبنا، مما يهدد مستقبل العمل فى ذلك المستشفى، وينذر بتشريد مئات العاملين فيه وأسرهم، حيث يعد المستشفى مصدر رزقهم الأساسى والوحيد». وفى وحدة الغسيل الكلوى فى المستشفى، التقت «المصرى اليوم» بعدد من المرضى الذين اعتادوا التردد على المستشفى ومنهم سيد محمد السيد، الذى يتردد على المستشفى لإجراء غسيل كلوى منذ أكثر من 7 أعوام وقال: «مستوى الخدمة الطبية المقدم للمرضى فى المستشفى فوق الممتاز، حيث يكن الجميع الاحترام للمرضى، ويراعون ظروفهم الصحية، وهو ما جعلنى أصر على إصدار قرار العلاج على نفقة الدولة إلى هذا المستشفى الخاص، وهو ما يعنى ثقة الوزارة فى مستوى الخدمة المقدمة فيه». وإلى جواره جلست الحاجة عزة إبراهيم، التى أكدت أن هذا المستشفى هو الوحيد الذى تمكنت من خلاله من التحدث مباشرة مع رئيس وحدة الغسيل الكلوى للرد على استشاراتها. وفى قسم الجراحة، أجرت أمل محمد جراحة استئصال رحم ومبايض، وذلك بعد أن عانت لفترة طويلة من نزيف مستمر وقالت: «قررت إجراء الجراحة فى المستشفى الإسلامى لما يقدمه من مستوى رعاية جيد، وأسعار مخفضة تناسب محدودى الدخل». أما إيمان مسعد، ربة منزل، فقالت إنها تأتى من منطقة شبرا إلى المستشفى للكشف على أطفالها الخمسة فى حالة مرض أحدهم لأن الخدمة به مميزة.