رغم حداثة عهده فى حكم الولاياتالمتحدة، وتعثره الواضح فى تنفيذ أول وعد رئاسى له بإغلاق معتقل جونتانامو المشين لأمريكا بعد إعلان مسؤولين بالبيت الأبيض أن الإغلاق غير ممكن فى الوقت المحدد فى يناير 2010، ورغم فشله فى إطلاق عملية السلام فى الشرق الأوسط، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية ومواصلتها تهويد القدس والتوسيع الاستيطانى، ورغم أن بلاده مازالت فى عهده تخوض حربا فى العراق وأخرى فى أفغانستان، ولم تنفذ حتى الآن وعوده بالانسحاب وتقليل القوات بل بالعكس طالبت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بزيادة عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان، ورغم أن أعداد القتلى المدنيين الأفغان والباكستانيين فى ارتفاع بسبب قصف الطائرات دون طيار بنسبة كبيرة.. رغم كل ذلك فاز الرئيس الأمريكى باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام. فقد قررت لجنة نوبل النرويجية منحه الجائزة ل«جهوده غير العادية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، وأولت اللجنة أهمية خاصة لرؤية أوباما وسعيه من أجل عالم خال من الأسلحة النووية». ولكن المراقبين السياسيين يرون أن منح أوباما الجائزة جاء تكريما لمشاريع تتعلق بالسلام العالمى والتى وعد بها، على رأسها إغلاق معتقل جونتانامو، ولكن ينتظر أن يتم تحقيق هذه المشاريع. وأشارت لجنة نوبل - فى هذا السياق - فى حيثيات منح أوباما الجائزة قائلة: «أوباما بصفته رئيساً، خلق مناخاً جديداً فى السياسة الدولية، فقد استعادت الدبلوماسية متعددة الأطراف مركزاً وسطياً مع التركيز على الدور الذى يمكن أن تلعبه الولاياتالمتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية». أوباما الذى يقدم نفسه مثالا للمواطن الأمريكى الجديد متعدد الأعراق والخلفيات والمنفتح على الجميع، هو نجم سياسى عالمى يتمتع بكاريزما قوية وقدرة خطابية عالية، اعتبرته الأوساط الإعلامية والسياسية ظاهرة سياسية فى الولاياتالمتحدة، فهو أول سيناتور أسود فى تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكى، وأول أسود من أصول أفريقية يكسر احتكار البيض لمقعد الرئاسة الأمريكية خلال 218 سنة. اعتبرته مجلة «تايم» عام 2005 واحدا من أكثر 20 شخصية مؤثرة فى العالم. ولد باراك حسين أوباما فى أغسطس 1961 فى ولاية هاواى، واسم باراك هو النطق السواحلى لبارك العربية، أبوه مسلم كينى أسود كان يدرس فى أحد برامج جامعة هاواى وأمه بيضاء من ولاية كنساس. انفصل أبواه بعد سنتين من مولده، فعاد والده الى كينيا فى حين تزوجت أمه من مهندس بترول إندونيسى، سافرت معه إلى جاكارتا وبرفقتها ابنها الذى التحق بمدرسة إسلامية فى إندونيسيا، ثم التحق بمدرسة كاثوليكية، ثم عاد إلى هاواى إلى بيت جده وجدته لأمه، وهو فى العاشرة. التحق بجامعة كولومبيا الشهيرة ليتخرج فيها عام 1983 فى العلوم السياسية، ثم التحق بجامعة هارفارد وتخرج فى كلية الحقوق عام 1991وعمل كمحاضر فى جامعة إلينوى عام 1993 وتزوج من ميشيل روبنسون عام 1992.