ليست مهمة عادية تلك التى يخوضها أحمد أبوطالب، مغربى الأصل، الذى أصبح، بين يوم وليلة، أول عمدة عربى لمدينة «روتردام» أكبر المدن الهولندية.. المهمة التى بدأها أبوطالب نهاية العام الماضى تبرز صعوبتها فى ذلك التعدد الذى تحظى به المدينة، حيث تضم عدداً كبيراً من الجنسيات والديانات والثقافات المختلفة، ولم يحل كونه من أصول عربية دون توليه المنصب المهم. وبحسب صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، فإن قصة حياة «أبوطالب» لا تختلف كثيراً عن أغلب المهاجرين فى هولندا، حيث هاجر إليها فى سن صغيرة، ثم تسلق السلم الاجتماعى مثل أى مهاجر آخر، وعمل بالصحافة، ثم انتقل إلى العمل السياسى بعد انضمامه لحزب العمل اليسارى الهولندى. ورشحه عدد من قيادات الأحزاب الهولندية ليحمل عبء التقريب بين مواطنى المدينة المليئة بالانقسامات الاجتماعية والثقافية. الصحيفة أكدت أن أغلب المواطنين أشادوا بأداء أبوطالب، الذى بدأ عمله الجديد بتفقد أحياء «روتردام» للتعرف على مشاكل المواطنين، وأضافت: مواقفه من الأحداث السياسية فى هولندا كان لها أثر كبير فى اختياره وترشيحه، حيث سبق أن خاطب المسلمين عقب اغتيال أحد المتشددين لنائب هولندى وصف الإسلام بأنه دين متخلف، مؤكداً أنه سيكون على المسلمين مغادرة البلاد على أول طائرة إذا لم يتعايشوا مع قيم المجتمع الهولندى المتفتحة. ورغم أن منصب العمدة منصب شرفى فإن جهازى الشرطة والأمن يخضعان لسلطته، كما أن المنصب الشرفى يتيح نوعاً خاصاً من النفوذ والتأثير، خاصة أن ولايته تمتد 6 سنوات وهى فترة طويلة تتيح تحقيق خطط التغيير لصاحب المنصب. وذكرت الصحيفة أن أبوطالب أعلن عن التزامه مناقشة قضية الاندماج بين الثقافات والديانات التى يضمها المجتمع الهولندى، فى الوقت الذى هاجم فيه جيرت وايلدرز، النائب الهولندى، صاحب فيلم «فتنة» المسىء للإسلام تعيين أبوطالب ووصفه: ب«أمر سخيف، تماماً كتعيين عمدة هولندى الأصل لمدينة مكة».
