قبل عدة أسابيع لم تكن كلمة (اليونسكو) تثير اهتمامات الشعب المصرى بمختلف اتجاهاته، ولا تعنيهم الكلمة فى شىء بقدر ما يعنيهم البحث عن لقمة العيش غير المسرطنة، وجرعة الماء غير الملوثة، والخضروات الصالحة للاستخدام الآدمى وغير المروية بمياه المجارى.. وليس من بين هذه الجماهير حتى من يعرف اسم المدير أو المدراء السابقين لليونسكو أو اختصاصات عمل هذه الهيئة نحو ثقافة العالم، بعد أن تقلص دورها التنموى من تغذية العقول إلى تغذية النعرات العرقية التى وضحت خلال معركة انتخاب وزير الثقافة المصرى والدفع به بعيداً عن كرسى اليونسكو الوثير، لكن جموع المصريين الطيبين الذين تهز مشاعرهم دائماً الأزمات التى تواجه الوطن شعروا بالظلم الفادح الذى وقع على ابن بلدهم فاروق حسنى ليس لمجرد أنه شخص ملأ الدنيا ضجيجاً وكاد يتربع على الكرسى غير الدائم لكن لأنه رمز لمصر الباقية ذات الحضارة الضاربة جذورها فى الأرض منذ آلاف السنين، وشاركهم الإخوة العرب المخلصون بالضيق فور علمهم بنجاح السيدة إيرينا بوكوفا شيوعية الأصل بعد أن كان المرشح المصرى قاب قوسين أو أدنى من الفوز لولا تدخل أمريكا مع الدول التى تدور فى فلكها مع الكيان الصهيونى، وسعادة نفر من العرب المهمّشين الذين ينطبق عليهم القول (رب احمنى من أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم). إن أسلوب البولوتيكا السيئ مازال يتحكم فى اتجاهات المتحكمين فى مصائر الأمم المغلوبة على أمرها،حيث يمارسون الإرهاب الناعم الذى يرهبون به الشعوب الآمنة ويغتصبون الدول التى يصنفونها كذباً ما بين محاور للشر ومحاور للخير. والدرس المستفاد مما حدث يجعلنا نعتمد على أساليب تجميع البيانات وتحليلها مع التخطيط العلمى للمعلومات، كما حدث عند التخطيط فى مصر قبل معارك نصر أكتوبر والرد بقوة فى مواجهة أكاذيب الماضى التى يستخرجونها من جراب الحاوى لإبطال مفعولها والبعد عن أسلوب التربيطات الانتخابية التى يطبقها الحزب الوطنى على طريقة «والنبى يا حبيبى خلى بالك من الراجل بتاعنا فى الانتخابات»!! لأن هؤلاء الأمريكان والأوروبيين يا سادة يقولون ما لا يفعلون وينطبق على تصرفاتهم المثل القائل (أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب). فاروق على متولى- السويس [email protected]