وجدت نفسى منذ أيام قليلة فى المقصورة الرئيسية باستاد «مدينة هل HULL» الإنجليزية فى شمال إنجلترا بدعوة من نائب رئيس نادى هلّ سيتى لمشاهدة مباراة الدورى الممتاز لكرة القدم بين فريقه وفريق برمنجهام، وقلت فى نفسى هذه فرصة رائعة لأشاهد المباراة فى الملعب، وأيضاً لأرصد كل ما يدور حول المباراة. وكنت أتأمل وأنا فى طريقى بالسيارة إلى الاستاد الملاعب المفتوحة الخضراء المحيطة باستاد هل التى تمتلكها المحافظة ويمارس عليها مئات الأطفال والشباب والفتيات الرياضة، إنها ملاعب خضراء لا تحطيها أسوار شائكة أو ناعمة ولا يوجد بها مبان إطلاقاً حتى دورات المياه مدفونة تحت الأرض، شباب يلعب كرة القدم والرجبى وكرة السلة وغيرها مجاناً،، أرض خضراء شاسعة تنادى كل من يقترب منها لركوبها والاستمتاع بالرياضة عليها بحثت عن مبنى لفندق شغال أو مهجور من عشر سنوات مثلما هو قائم فى مركز رعاية شباب الجزيرة فلم أجد، وبحثت عن صالة رياضية تقام فيها الأفراح على دق الطبول فلم أجد، فقلت أبحث عن أشجار خضراء تم قتلها وقتل جميع فروعها الخضراء وترك أسفلها خوازيق تؤذى العين مثلما حدث فى مركز شباب الجزيرة فلم أجد، بل وجدت أشجاراً تحيط بالملاعب المفتوحة مملوءة بالنضارة والحيوية والجمال، لا توجد عندهم عبقرية فى الاتجاه المعاكس للرياضة. وقبل أن نسأل أنفسنا عن تحقيق طموحات الشعب فى بطولات وميداليات أوليمبية نطرح السؤال: أين الملاعب الخضراء المفتوحة فى المحافظات؟ إنها مسؤولية كل محافظة يرأسها محافظ متحضر أن يشترى فوراً وبالسعر الحاضر علشان ربنا يبارك فدانين أو ثلاثة يزرعها بالنجيل لينطلق عليها صبيان وشباب المحافظة.. أين الملاعب المفتوحة فى المدن الصحراوية الجديدة بالمفهوم العالمى وليس بمفهوم جهابذة وزارة الإسكان قسم «ابنى بيتك حتى ينقسم ظهرك»، للأسف تم تخصيص مساحات بفروع أندية كبرى يبلغ اشتراكها مائة ألف، وكان يجب أن يكون التخصيص أولاً للملاعب المفتوحة لكل الناس. عندما اقتربت من الملعب قابلت ثلاثة خيول فقط يركبها عساكر بوليس رمزاً لتواجد الأمن، ولفت نظرى لأول مرة أن كل حصان يلبس نظارة شفافة، وقاية لعينه ولا يوجد بوليس فى الملعب، حيث الكاميرات فى كل مكان ترصد أى شغب، والعقاب رادع والملعب كله تصفيق وغناء ومتعة، رأيت أن أشجع فريق هل سيتى لما لى من ذكريات فى هذه المدينة، وخسر الفريق واحد صفر. يتحدثون فى مدينة هلعن المصرى الحاصل على وسام ملكة بريطانيا الذى تبرع بمليون ونصف المليون جنيه إسترلينى، دعماً لإنشاء مركز أبحاث لاكتشاف دواء لعلاج السرطان بجامعة هل. أقول وجدت نفسى مرة أخرى أول أيام العيد فى مدرجات استاد مانشيستر سيتى، مباراة تفوح منها رائحة الثراء وفنون كرة القدم وروح الكفاح للاعبين حتى آخر ثانية وجمهور يستمتع ويغنى الأناشيد، مرة أخرى أكرر أن الملاعب المفتوحة المحيطة باستاد مانشيستر هى نموذج لمن يحلم أن يكون له شعب يتمتع بالصحة، والأمل فى مستقبل يرفع علم بلاده فى الأوليمبياد، وكفاية كلام فى كلام، وصراعات عن الرياضة فى الأندية وعلى الشاشات، بالبلدى عايزين ملاعب مفتوحة فى كل محافظة.