لنتخيل سوياً أن أبو الطيب المتنبى يعيش بيننا اليوم، فكيف سيكون حواره مع الحكومة، خصوصاً بعد أن قرأ خبر اعتراف مجلس الشعب. ضع نقطة على العين إن شئت ببطلان الانتخابات فى 41 دائرة! فانبرى ينشد شعراً.. فإن الجرح ينفر بعد حين.. إذا كان البناء على فساد.. وإن الماء يجرى من جماد.. وإن النار تخرج من زناد.. وبعد أن سئم المتنبى من حالة التراجع والتخلف على جميع الصعد، وبعد أن صدم من خروج جامعات مصر من ذيل قائمة أفضل 500 جامعة فى العالم.. صاح قائلاً إلى كم ذا التخلف والتوانى.. وكم هذا التمادى فى التمادى.. ليس التعلل بالآمال من أربى.. ولا القناعة، بالإقلال من شيمى.. ثم لخص المتنبى حال النفاق والمنافقين بعد أن سمع قصيدة المدح الأنتيكا بتاعة «حب الفرخة للديكا» فى بيت من الشعر، وليس فى بيت من بتوع «ابنى بيتك».. طار الوشاة على صفاء ودادهم.. وكذا الذباب على الطعام يطير.. وظل المتنبى هائماً على وجهه فى صحراء «ابنى بيتك» إلى أن وصل إلى صحراء توشكى.. ثم مات المتنبى من الغيظ.. فلم يحتمل الحياة بيننا.. يا الله لكم نحن أبطال صامدون! تعيش الحكومة ويسقط المتنبى! أحمد مصطفى أبوالنور - سيدى بشر/ الإسكندرية
