عاودت قطاع السياحة مخاوف جديدة، بسبب انتشار مرض أنفلونزا الخنازير وتأثيره على إجراءات الحجر الصحى وحركة خروج ودخول السياح من وإلى مصر. وتترقب شركات السياحة المصرية، المتعاملة مع السوق الأمريكية ما ستسفر عنه الأوضاع الصحية هناك، وبدأت الشركات فى إرسال استفسارات إلى منظمى الرحلات بالسوق الأمريكية، حول مدى تأثر الإقبال على تنفيذ البرامج المتفق عليها. ووسط هذا الترقب ظهرت آراء بدت أكثر تفاؤلاً، خاصة مع ابتعاد مصر عن هذا المرض وعدم ظهور حالات إصابة، وأكد أصحاب هذه الآراء أن الوقت مناسب لسحب شرائح من السياح المتجهين إلى الدول التى ظهرت بها حالات مرضية، منها إسبانيا وإنجلترا وفرنسا وهى دول منافسة. من جانبه، انتقد أحمد النحاس، رئيس اتحاد الغرف السياحية، هذه الآراء وقال: إن زبائن إسبانيا ليسوا زبائن مصر، وأضاف ل«المصرى اليوم» أن المتعاملين بالقطاع لا يستطيعون التكهن بتأثيرات هذا المرض على حركة السياحة المصرية، مؤكداً أننا «نحتاج منجمين للوقوف على نسبة التأثر بانتشار هذا المرض عالمياً». واستدرك النحاس: «إن المخاوف تنحصر فى إقبال المسافرين على ركوب الطائرات وأتوبيسات النقل تجنباً لانتقال العدوى، مؤكداً أن اتحاد الغرف السياحية سيتابع بشغف الأنباء الصحية بالتنسيق مع غرفة شركات السياحة». واستبعد نفور السياح من الإجراءات المشددة داخل المطارات والموانئ، من بينها مصر، مؤكداً أن السياح يعتبرونها إجراءات وقائية تتناسب وثقافتهم الغربية، وقال: «إن اتحاد الغرف السياحية جاهز لإمداد منظمى الرحلات بالخارج بالمعلومات والإجراءات الوقائية التى قامت بها مصر فى حالة وجود أى استفسارات». وفى السياق نفسه، قال عزالدين الشبراوى، رئيس الشركة المصرية الأمريكية للسياحة: «إن أمريكا والمكسيك هما أكبر الدول تأثراً بالمرض، الذى يدعو إلى الترقب»، وأضاف: «إن شركات السياحة المصرية المتعاملة مع السوق الأمريكية لم ترصد حتى الآن أى حالات إلغاء للسفر والقدوم إلى مصر»، وتوقع ظهور بعض التأثيرات على السياحة الأمريكية فى مصر خلال الأسبوع الجارى. وأشار الشبراوى إلى أن السياحة الأمريكية فى مصر بلغت العام الماضى 2008 (400) ألف سائح بزيادة (100) ألف سائح على العام السابق له، وأكد رئيس المصرية الأمريكية للسياحة، أن السياحة الأمريكية تتميز بوجود تأمين صحى تتولاه «جمعية منظمى الرحلات الأمريكية» وتقوم بإجراء التحاليل الطبية على السائح قبل سفره، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال استفسارات للمنظمين بالسوق الأمريكية لمتابعة الموقف بصورة دورية. وتوقع وسيم محيى الدين، رئيس غرفة الفنادق باتحاد الغرف السياحية، حدوث انكماش فى الحركة السياحية فى حالة صدور قرارات بمنع دخول جنسيات محددة إلى مصر، وقال: إنه «حتى الآن ليست هناك مخاوف، لكن الترقب للدول الأوروبية التى تمثل المصدر الرئيسى للسياحة المصرية». وأضاف أنه لا يمكن الاستفادة من هذه الأزمة الجديدة، مرجعاً السبب فى ذلك إلى عدم تأثر المنافسين للسوق المصرية مثل تونس وتركيا ولبنان، خاصة أنها دول تنافس فى مواسم الصيف، وقال «إن ظهور المرض فى إسرائيل يمثل تأثراً على إقبالهم إلى بعض المدن الساحلية فى مصر، مع وجود إجراءات مشددة هناك للسفر خارج وداخل الأراضى الإسرائيلية».