أكد المنتج خالد حلمى أنه وسط المنافسة الرهيبة التى تشهدها الأعمال التليفزيونية فى رمضان أصبح لزاماً على المنتج والمؤلف الدخول فى الحدث منذ اللحظات الأولى للمسلسل، لأن الناس لم يعد لديها صبر أن تنتظر لترى ما الذى يقوله العمل، وقال: فى مسلسل «هانم بنت باشا»، عرف الجمهور كل شىء فى الحلقة الأولى، فالتقديم للشخصيات والأحداث كان سريعاً جداً، والدخول فى الموضوع «بدرى» هو المهم، وهناك أعمال قد يتأخر الحدث الرئيسى فيها إلى الحلقة 12 مثلاً، وبالتالى يمل الجمهور، مثلما يمل لو بدأ المسلسل ساخنا، ثم عانت باقى الحلقات من مط وتطويل كما حدث مع مسلسلى «ابن الأرندلى» و«حرب الجواسيس»، وليس المقصود أن يكون هناك حادث أو مطاردة، أو أن يعنى الدخول مبكراً فى الحدث تقديم «فبركة»، ولكن حدثاً مهماً يسهل بيع العمل ويعرف المشاهد الحكاية من خلالها، أما «فرشة» الأحداث التقليدية فقد تصلح لو العرض خارج رمضان بعيدًا عن جو المنافسة، كما فى الأعمال التى تنتجها مدينة الإنتاج الإعلامى وشركة «صوت القاهرة» وقطاع الإنتاج. واعترف حلمى بأنه حين ينتج مسلسلاً فإنه يشترط وجود حدث ذروة فى الحلقات الأولى، مستغرباً من تمسك بعض الكتاب بمبدأ عدم تدخل أحد فى عملهم، ومقولة «أنا مش ترزى». وقال: الكاتب لا يعيش بمعزل عن الناس، بل يشارك فى الصنعة ومنفتح على كل شىء، ويرى السوق «عامل إزاى»، وهذا ليس تدخلاً لأننا فى مركب واحد فى النهاية، والمؤلف «اللى يقول لأ» أقول له بل هناك أليات للسوق، وهناك أشياء تفرض على الواحد أن يغير من أدائه وأدواته وتكنيكه ويتطور، فالطفرة التى حدثت فى الصورة والاستعانة بكاميرات HD أو التصوير بكاميرا واحدة معناها أن الدنيا تتطور، ولابد أن تكون عيننا على السوق، ومثلا مع انتهاء كل 10 حلقات من مسلسلى «هانم بنت باشا» شعر الناس بأنهم أمام أحداث أكثر تشويقاً، وكانت لها بداية ووسط ونهاية دون أى تطويل. واستشهد حلمى بتجربة ليلى علوى هذا العام فى تقديم مسلسل فى 15 حلقة، وقال: يا ريت نفتح دماغنا ونحاول نشجع من يقدم جديداً، لا أن نهاجمه ونلوم عليه، فحرفية المؤلف أن يختزل «الفرشة» التقليدية، وبدلا من توصيل الحالة النفسية فى أول 13 حلقة، فليوصلها فى 3 أو 4 حلقات فقط من خلال 3 أو 4 أحداث، ولا يتعلل بالقواعد، لأن «مفيش حاجة اسمها قواعد» أو «ما يصحش»، فأول درس تعلمته فى التسويق هو «مافيش حاجة اسمها قواعد التسويق»، لأن كل يوم تكتشف أشياء جديدة تضاف إلى القواعد التى نتحدث عنها، والتى بدورها قد لا تصلح للتطبيق فى العام المقبل، ودائما تظهر أشياء جديدة تغير الدنيا، وتفرض واقعاً جديداً ومتطلبات سوق علينا التعامل والتكيف معها، ومن يعمل فى السوق، لا يستطيع أن يعيش بمعزل عنها، أيضا الكاتب فى ظل هذا التطور يجب أن يواكب ما يحدث، مثلما يجرى المنتج ليتفق مع مخرج سينما، ومن يتشبثون بمقولة «الكاتب مش ترزى» كدابين، فلو قعدت مع واحد منهم وقلت له «جيبلى آخر ورقتين فى الأول هايعمل كدة».
