بسبب تزايد تراكم أكوام القمامة فى شوارع منطقة إمبابة، الواقعة فى حى شمال الجيزة، لم يجد سكان شارع «على بن أبى طالب» وسيلة للتخلص من هذه الأكوام التى حاصرت منازلهم، سوى التطوع فى مبادرة أهلية، لرفع القمامة بأيديهم، وحملها فى سياراتهم الخاصة، لإلقائها فى المقلب العمومى للشركة الإيطالية، وزرع الأشجار والنخيل مكانها فوق الأرصفة. التجربة يرويها حمدى عبدالحليم، أحد سكان الشارع، قائلاً: «على مدار أكثر من عام عانينا من تراكم أكوام القمامة بامتداد الشارع، لمجرد أنه يضم نحو 4 مدارس حكومية و3 مدارس خاصة، فالبعض يعتبر تلك المبانى الحكومية، وإن كانت تعليمية، مأوى جيداً لإلقاء المخلفات إلى جوارها، لعدم وجود شخص بعينه يحق له الدفاع عنها بشكل رسمى». وأضاف: «بمرور الوقت تسببت أكوام القمامة فى غلق الشارع، خاصة فى المنطقة الواقعة بها «مدرسة الجهاد الابتدائية المشتركة»، التى أدت أكوام القمامة المتراكمة حولها إلى إعاقة حركة المارة والسيارات على حد سواء». وتابع: «تقدمنا بأكثر من شكوى للحى، خاصة عندما تصاعدت أزمة الشركة الإيطالية والمحافظة، وبالفعل استجاب الحى لنا، وتم رفع القمامة، فبادرنا على الفور بجمعها معهم، وقررنا استبدالها بالشجر والنجيل الأخضر، كى نضمن بقاء الشارع نظيفاً». أهمية المبادرة دفعت شباب وأطفال وشيوخ الشارع إلى المشاركة فيها، ليس فقط بجمع الأموال من أجل تنظيف الشارع، بل أيضاً بالمشاركة فى زرع أرصفة الشارع بالنجيل الأخضر والأشجار، حسب ما أكده المهندس رمضان حجاج، أحد سكان الشارع، الذى قال: «عندما عرضنا المبادرة على الحى وافق على منحنا عشر شجرات، فجمعنا الأموال اللازمة لشراء نحو 15 شجرة أخرى، وكذلك النجيل الأخضر الطبيعى والرمل اللازم لزراعة النجيل فوقه، فضلاً عن مواد لطلاء ودهان سور المدرسة وأرصفة الشارع وكبائن الكهرباء، بتكلفة نحو ألفى جنيه، وأدينا تلك المهام بأنفسنا، كى نوفر تكلفة الاستعانة بعمالة أخرى». لم يكتف السكان بزرع وتشجير الشارع، بل حرصوا على إيجاد وسيلة للمحافظة على مبادرتهم فنظموا ورديات فيما بينهم لمراقبة المارة فى الشارع ومنع أى أحد من إلقاء أكياس وأجولة القمامة فوق الخضرة، وذلك حسب ما رواه فاروق حافظ عبدالمنعم، أحد سكان الشارع، وقال: «نظمنا فيما بيننا ورديات لحراسة الشارع والخضرة التى زرعناها فيه، لمنع أى شخص يسعى لإلقاء أكياس القمامة فوقها، كما أننا استعنا بحارس خاص، يتقاضى 400 جنيه شهرياً يجمعها له سكان الشارع، كى يتولى حراسة الخضرة ليلاً، ورغم ذلك لا نسلم من قيام البعض بزج أكياس القمامة أسفل السيارات الواقفة فى الشارع، فنبادر بجمعها وحملها فى سياراتنا الخاصة، للتخلص منها فى مقلب الشركة العمومى بجوار قطاع الصوامع». ويرى على السيد، صاحب أحد المحال فى الشارع، أن جهود مبادرة الأهالى كانت ومازالت فى خطر، بسبب عجز المسؤولين عن وضع حل جذرى لمشكلة القمامة فى المنطقة. وقال: «ندفع 9 جنيهات شهرياً كرسوم نظافة للمنازل على فواتير الكهرباء و20 جنيهاً للمحال، وهى القيمة التى تتجاوز رسوم النظافة فى الأحياء الراقية مثل الزمالك، ورغم ذلك لا يبالى المسؤولون بالتراكم المستمر لأكوام القمامة فى الشوارع، رغم ما تمثله من خطر صحى وبيئى على السكان، خاصة فى تلك الظروف، التى يقع فيها البلد على مشارف حدوث وباء». وأضاف: «رغم أننا وضعنا حلاً لمشكلة تراكم القمامة فى شارعنا، إلا أن المشكلة رحلت إلى مكان آخر، لأن الناس مازالوا مجبرين على إلقائها فى أقرب مكان لهم، لعدم التزام متعهد القمامة بجمعها من المنازل والتخلص منها بطريقة آمنة».