تصاعدت أزمة النظافة فى معظم الشوارع الرئيسية والفرعية وأمام المنازل وفى حى شمال الجيزة بسبب استمرار إضراب الشركة الإيطالية عن العمل وامتناعها عن رفع المخلفات من الأحياء المسؤولة عنها. ففى شارع القومية العربية بمنطقة إمبابة، تراكمت أكوام القمامة على جانبى الشارع وحتى الطريق الدائرى، الأمر الذى يعوق حركة سير السيارات والمشاة، خاصة أن الشارع يعد من أكثر شوارع المنطقة حيوية، لامتلائه بالمحال التجارية وبعض المؤسسات الخدمية العامة التى يحرص أصحابها على إقامة موائد الرحمن بامتداد الشارع طوال شهر رمضان. وأمام محطة بنزين «غاز تك» الواقعة فى منتصف الشارع، وقف محمد قرنى، مشرف المحطة، يروى معاناة عمال المحطة وسكان الشارع من تراكم أكوام القمامة، خاصة بعد إعلان الشركة الإيطالية إضرابها عن العمل. ويقول: «يعد شارع القومية من أكثر شوارع المنطقة حيوية، وبعد أن فرضت الدولة رسوم النظافة على فواتير الكهرباء وتعاقدت مع الشركة الإيطالية ألغى الأهالى تعاقدهم- غير الرسمى- مع جامع القمامة، الذى كان يجمع القمامة من المنازل مباشرة، ولكن شركة النظافة لم تتبع نفس أسلوب جامعى القمامة فى جمع القمامة من المنازل، مما أجبر الأهالى على إلقائها فى الشارع، وتزايدت المشكلة مع إعلان الشركة الإيطالية الإضراب». «قرنى» الذى يعمل فى المحطة على مدار 12 ساعة يومياً يشفق على سكان المنطقة المجبرين، كما يقول، على استنشاق الروائح الكريهة المنبعثة من أكوام القمامة على مدار 24 ساعة، لكنه فى ذات الوقت يخشى بين الحين والآخر اندلاع حريق ضخم فى المحطة، بسبب تكرار حوادث اشتعال النيران داخل أكوام القمامة، الأمر الذى يحدث بصفة مستمرة، ويجبره على الاتصال بغرف عمليات المحافظة لاستدعاء المطافئ أكثر من مرة. ويضيف: «رغم الأضرار الصحية التى نتعرض لها نتيجة تحلل المواد العضوية فى القمامة، وانبعاث الروائح الكريهة منها، فإن أكثر ما أخشاه أن يصل شرر النيران المشتعلة بداخلها إلى المحطة، الأمر الذى يعرض المنطقة بأكملها للهلاك». ويتابع: «نسعى للتعاون مع الحى وعمال النظافة قدر الإمكان من أجل تشجير الشارع لمنع إلقاء القمامة به، ولكن تهاون الحى فى تحرير المحاضر للمخالفين، أدى إلى تراكم القمامة من جديد، وموت الأشجار المزروعة بعد أن تغذت عليها الأغنام، ورغم كل هذه المآسى إلا أننا مازلنا ملتزمين بسداد مبلغ 1892 جنيهًا كل عام لهيئة النظافة، التى تكتفى بمنحنا إيصالًا بسداد الرسوم، ليمكننا من تجديد ترخيص المحطة، كما تحرر ضدنا بعض محاضر المخالفات البيئية، لمجرد تراكم القمامة أمام المحطة، على الرغم من أن الشركة التابعة لها المحطة حاصلة على شهادة الأيزو 4001، الخاصة بالحفاظ على البيئة». وإلى جوار شارع القومية العربية يقع شارع البوهى ومركز البوهى الطبى العام، والذى حذر مديره الدكتور أحمد حسين من خطورة تراكم أكوام القمامة إلى جوار المنشآت العامة خاصة الطبية لأنها تتسبب، حسب تأكيده، فى انتشار الذباب الناقل للعدوى والحشرات الزاحفة، مما يهدد صحة سكان المنطقة والمرضى المترددين على المركز. ويستطرد: «كنا نسدد 3 جنيهات لجامع القمامة، وكان يتردد على المركز يومياً لإزالتها، وبعد التعاقد مع الشركة رفعت قيمة رسوم القمامة إلى 9 جنيهات، ورغم ذلك اكتفت الشركة بتخصيص صندوق واحد للقمامة أمام المركز، لجمع قمامة الشوارع المحيطة بالمركز فيه، وبعد إضراب الشركة تمت إزالة الصندوق، فاضطر الأهالى إلى إلقاء القمامة إلى جوار السور، بالإضافة إلى إنبعاث الروائح الكريهة ليشتمها المرضى والأطباء والعاملون على مدار اليوم». وإلى جوار سور مدرسة نجيب محفوظ الابتدائية امتدت أكوام القمامة، التى عجز مسؤولو المدرسة عن إيجاد وسيلة للتخلص منها، خاصة فى تلك الفترة الحرجة، التى تستعد فيها المدارس لاستقبال عام دراسى جديد، بل وتطهير المدارس من جميع مصادر التلوث، التى تساهم فى نقل العدوى بين الطلبة، وإلى جوار باب المدرسة وقف أحد مدرسى اللغة العربية بها، رفض ذكر اسمه، يشير إلى أكوام القمامة، منتقداً تباطؤ عمال النظافة فى جمعها.