حتى موعد كتابة هذه الرسالة تم عرض 16 فيلماً من أفلام المسابقة ال24. لم يعرض بعد 3 من أفلام إيطاليا الأربعة إلى جانب «باريا» الذى عرض فى الافتتاح وداخل المسابقة، وفيلمى ألمانيا، وفيلم واحد من الأفلام الأمريكية السبعة (رجل أعزب)، وفيلم واحد من أفلام فرنسا الأربعة (السيد لا أحد)، والفيلم المصرى «المسافر». أحسن الأفلام ال16 التى عرضت الفيلم الأمريكى التسجيلى «الرأسمالية: قصة حب» إخراج مايكل مور، والفيلم الفرنسى «اضطهاد» إخراج باتريس شيرو، والفيلم النمساوى «لوردز» إخراج جيسيكا هاوزنر، كما سبق أن ذكرنا فى رسالة سابقة بعد الأيام الأولى من المهرجان. منتصف المهرجان أضيف الفيلم الفرنسى «36 نظرة على جبل سان لو» إخراج جاك ريفيت، وهو من أساتذة السينما المعاصرة فى العالم، ومن رواد «الموجة الجديدة» الفرنسية فى أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الميلادى الماضى. ومثل تحفة آلان رينيه التى عرضت فى مهرجان كان فى مايو، وهو من رواد «الموجة الجديدة» أيضاً، جاء فيلم ريفيت من تحف السينما التى تدخل التاريخ بعد العرض الأول، وهو جدير بالفوز ب«الأسد الذهبى» لأحسن فيلم، وكذلك جائزة أحسن ممثل (سيرجيو كاستيليتو) وجائزة أحسن ممثلة (جين بيركين). ومثل فيلم رينيه جاء فيلم ريفيت تعبيراً فذا بلغة السينما الخالصة عن رؤية عبثية للوجود الإنسانى والعلاقات بين البشر، حتى إنه لو كان بيكيت على قيد الحياة لقال هذا هو الفيلم. هناك أربعة أفلام فى المسابقة لمخرجين جدد فى أفلامهم الأولى منهم المصرى أحمد ماهر فى «المسافر»، وقد عرض من هذه الأفلام الأربعة حتى الآن الفيلم الإسرائيلى «لبنان» إخراج شامويل ماوز، وجاء عرضه فى منتصف المهرجان ليضاف إلى أحسن الأفلام التى عرضت فى المسابقة. الأفلام الأولى عادة تعنى «اكتشاف» مخرجين جدد، وقد جاء الفيلم الإسرائيلى «اكتشافاً» بكل معنى هذه الكلمة. نحن أمام فنان سينمائى يفكر بلغة السينما ولا يعبر بها فقط. والفيلم صرخة هائلة ضد الحرب، ويذكر بمجموعة جويا الشهيرة «أهوال الحرب» ولكن فى مشاهد سينمائية، وليس فى لوحات تشكيلية. إنه ليس فيلماً سياسياً يناقش لماذا قام الجيش الإسرائيلى بغزو لبنان عام 1982، وما الذى ترتب على هذا الغزو، وإنما أى جيش فى أى غزو، وعن الحرب كأكبر تعبير عن الفشل الإنسانى. خصصت النشرة اليومية الوحيدة فى المهرجان، التى تصدرها «فارايتى»، ملفاً عن مهرجانات السينما فى العالم العربى التى تنعقد جميعاً من أكتوبر إلى ديسمبر (أبوظبى من 8 إلى 17 أكتوبر والدوحة من 29 أكتوبر إلى أول نوفمبر والقاهرة من 10 إلى 20 نوفمبر ومراكش من 4 إلى 12 ديسمبر ودبى من 9 إلى 16 ديسمبر). تجاهل الملف، على نحو يفتقد إلى المهنية، مهرجان دمشق الذى ينعقد من أول إلى 10 نوفمبر، ويحتفل هذا العام بمرور 30 سنة على دورته الأولى. هذه التواريخ تعنى أن ختام «دمشق» يوم افتتاح «القاهرة»، وأن «مراكش» يتداخل مع «دبى». فى تعريف مهرجان القاهرة نسب إلى سهير عبدالقادر، نائب رئيس المهرجان، قولها «إنهم فى الخليج لا يملكون سوى المال، أما نحن فلدينا صناعة سينما». وقد أثار هذا التصريح استياء السينمائيين العرب فى فينسيا، خاصة مندوبى مهرجانات الخليج، ومعهم الحق، ففى مصر أكبر صناعة سينما عربية ولكن ليس صحيحاً أنهم فى الخليج لا يملكون سوى الأموال.