قصة الاستقالة المفاجئة التى تقدم بها اللواء حافظ فكرى، رئيس الهيئة العامة للنظافة فى الجيزة، تكاد لا تخفى على أحد، فالرجل الذى لم تتعد فترة توليه لمنصبه 6 أشهر تقدم باستقالته فجأة فى فبراير 2007، واشتدت الأزمة بينه وبين المحافظة عندما أضرب عاملو النظافة وقتها عن العمل احتجاجا على استبعاده، يروى لنا قصة النظافة فى المحافظة. ■ كيف ترى حال النظافة فى محافظة الجيزة الآن؟ - الحال أصبح صعبًا للغاية والقمامة ملأت الشوارع، وهذا ما لا يمكن أن ينكره أحد. ■ وما سبب ذلك؟ - أكثر من سبب أولها الخلافات بين شركة النظافة الإيطالية ومتعهدى جمع القمامة، وثانيها خلافات أخرى بين الشركة وهيئة النظافة، وأخيرًا خلافات ثالثة بسبب ثغرات فى العقود بين الطرفين ■ سنتحدث عن كل سبب على حدة، ولكن دعنا نبدأ بقصة ثغرات العقود؟ - كانت فكرة التعاقد مع شركات أجنبية للنظافة تلك بدعة من الأساس، وعندما توليت عملى كرئيس لهيئة نظافة الجيزة فى سبتمبر 2006 كانت هناك شركتان أجنبيتان فقط هما الإيطالية والإسبانية ولكن الأخيرة كانت قد قررت الانسحاب بسبب مشاكل بينها وبين الهيئة، أهمها فرض الأخيرة غرامات بشكل كبير مما عرض الشركة للخسارة فقررت الانسحاب. ■ إذن تبقت شركة واحدة فقط تخدم المحافظة بأكملها؟ - نعم، لذا قررت الهيئة أن تعمل بنفسها فى الأحياء التى كانت مسؤولة من «الإسبانية» وهى العمرانية والجيزة والهرم وبولاق الدكرور، وتعاقدنا بعدها مع 8 شركات وطنية لترفع القمامة من المنازل، أما بالنسبة للشركة الإيطالية فعقدها مع الهيئة كان يلزمها بأن ترفع القمامة من المنازل، ولكن بدأت المشاكل تحتد بينها وبين جامعى القمامة. ■ سننتقل إذن إلى السبب الثانى فى الأزمة الحالية؟ - نعم فكل الأسباب مرتبطة ببعضها البعض، فالشركة الإيطالية كانت قد اتفقت مع جامعى القمامة على أن تعطيهم مقابلًا ماديًا يتراوح بين 50 و75 قرشًا شهريًا عن كل شقة، ولكنها بدأت تخل بهذا الاتفاق بحجة أن بعض السكان يعطون الزبالين راتبًا شهريًا وهذا كاف لهم، لذا فإن المنظومة بين الشركة ومتعهدى القمامة كانت «مش مظبوطة». ■ وماذا عن المشاكل بين الهيئة و«الإيطالية»؟ - أتصور أنه على الهيئة أن تتعقل بشأن الغرامات الجزافية التى تفرضها على الشركة.