رغم حصولها على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، فإن مريم أبوعوف كان هدفها الإخراج، فحصلت على ماجستير فى الإخراج من معهد السينما فى لندن، وعادت إلى مصر لتقدم الفيلم الروائى القصير «تاكسى» الذى حصلت عنه على عدة جوائز، وشاركت فى إخراج بعض حلقات مسلسل «لحظات حرجة» لتخوض أولى تجاربها الإخراجية فى مسلسل «هالة والمستخبى» الذى تلعب بطولته ليلى علوى. عن رهبة التجربة الأولى قالت مريم: كونها أول تجربة لى وتعرض فى رمضان وهى 15 حلقة فقط ومن بطولة ليلى علوى.. كلها أسباب «تخض»، وبها أيضا أسباب تطمئن، خاصة أن العمل باسم ليلى ومع كاست محترف، وهو ما وضع على عاتقى مسؤولية كبيرة حيث تعود من خلاله ليلى بعد غياب عدة سنوات عن التليفزيون للمنافسة فى رمضان، إضافة إلى المسؤولية المقلقة تجاه هذا الكم الكبير من الجمهور الذى يحرص على متابعة المسلسلات فى رمضان، وقد رشحنى المخرج والمنتج عمرو عرفة لإخراج المسلسل، وكنت أستعد لتصوير أول فيلم روائى طويل لى فى يونيو الماضى، وشعرت بالقلق من تقديم مسلسل 30 حلقة، لكن حين أخبرونى أنه 15 حلقة فقط وعرفت أن القصة من الواقع ولها علاقة بالمواطن البسيط تحمست جدا، خاصة أننى دخلت المجال الفنى وهدفى تقديم أفلام تلقى الضوء على المشاكل الموجودة فى الواقع والمجتمع. تضيف مريم: الفرق ليس كبيرا بين السينما والتليفزيون خاصة فى الخارج حيث يقدمون الأعمال التليفزيونية بتكنيك السينما، لكن فى مصر وقبل فترة قصيرة كان أسلوب الثمانينيات لا يزال متبعا فى إخراج المسلسلات، ورغم أن حلم كل مخرج تقديم عمل على الشاشة الكبيرة، لكن التجربة كانت ثرية بالنسبة لى، وفى بعض المشاهد صورت بكاميرا واحدة وأخرى صورتها بكاميرتين، كما أتاح لى المنتجون مسألة تصحيح الألوان وضبط الصورة لكل مشهد، وما ساعدنى على ذلك أيضا انتهائى مبكرا من تصوير المسلسل، والحمد لله خرجت الصورة فى شكل جيد. وعن تصوير عدد كبير من المشاهد خارجيا تقول: كان هذا شرطا أساسيا بالنسبة لى، لأننا نقدم عملا عن الواقع فلابد من الخروج من الاستديو لأن الناس «عينها بتزهق»، وقد وفر الإنتاج حماية واحتياطات أمنية سهلت مهمة التصوير الخارجى لنا ولم تحدث مشاكل، كما أن الجمهور الذى تجمع لمشاهدة ليلى علوى كان متفهما ويستجيب لطلباتنا بالابتعاد عن كاميرات التصوير. وحول حدود تدخل ليلى علوى فى المسلسل تقول: حين بدأت إخراج المسلسل كانت ثلاث حلقات منه فقط هى التى انتهت كتابتها، ولذلك كنت أعقد ورشة عمل مع ليلى والحديدى، وتعاملنا بمنطق «أمركم شورى بينكم»، وليلى ذكية وأرادت أن تبدو طبيعية فى ملابسها أو ظهورها دون ماكياج، وكله كان لصالح العمل. مريم أخرجت المسلسل بطريقة تليفزيونية حديثة وليس بطريقة السينما، لأنه «ما بقتش» فيه حاجة اسمها طريقة السينما وطريقة التليفزيون، والاتنين «واخدين» من بعض، وقالت: إخراجيا «مقدرش أتفزلك»، والبعض يطلق مصطلح «أسلوب السينما»، وكل ما فى الأمر أننى أراعى بعض التفاصيل حين أخرج مسلسلا للتليفزيون، وليس معنى تقديمى لمسلسل ألا أراعيها، خاصة أننى حين أخرج عملا تليفزيونيا فيجب مراعاة الجدول الزمنى والميزانية المحددة للتصوير والخروج بالشكل الذى يرضينى فى الوقت نفسه.
