أقامت جماعة الإخوان المسلمين حفل إفطارها السنوى، أمس الاول، فى مقر مكتب الإرشاد، بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والفكرية. وقال محمد مهدى عاكف، المرشد العام للجماعة، إن مصر، بشرفائها وسياسييها، تقف أمام نظام له تصرفات غير معقولة وغير مقبولة، وتساءل: هل هناك ضغوط على النظام من الخارج حتى يتصرف بهذا الشكل ضد وطنه؟ وأضاف: «أنا متأكد من وجود مخططً حتى لا تنهض أمتنا، حيث أصبح غياب العدل والحرية والإنسانية على يد هذا النظام أمراً لا يقبل الشك» . ولفت إلى أن من يواجه النظام أصبح مكانه معروفًا - على حد قوله. وتابع: الجميع يعرف أن الإخوان أصحاب دعوة مسالمة، رغم اعتقال أكثر من 30 ألف من آباء الجماعة خلال السنوات العشر الأخيرة والقضاء يبرئهم. وأوضح أن هناك فئةً تابعةً للنظام لها الحرية فى أن تقول ما تشاء، متسائلاً: أليس من الواجب أن يكون لمن يخالف النظام فى الرأى الحرية أيضًا فى عرض رأيه. واستطرد: «هناك واحد من كبار أعمدة النظام سألته فى التليفون (إذا كان الحزب الوطنى جميل كده، فلماذا يزور الانتخابات على جميع المستويات؟ رد قائلا: «هناك طالب ذكى جدًّا لكنه يحب الغش، هذا هو حال الحزب الوطنى». ومن جانبه، أكد الدكتور يحيى الجمل، أستاذ القانون الدستورى، أن أطياف الأمة المختلفة تتفق على مطالب موحدة، تتمثل فى تطبيق الديمقراطية الحقيقية التى لا يمكن أن نراها على أرض الواقع إلا بتداول سلمى للسلطة، وترك الحرية، وفك القيود على التعددية الحزبية. وحذر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، من زيادة التدهور فى الأوضاع داخل مصر على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بسبب نظام الحكم الاستبدادى، والفساد الذى استشرى فى البلاد. ووجه نداءً إلى رموز العمل السياسى والوطنى فى مصر بالجلوس على مائدة واحدة للاتفاق على سيناريو موحد للعمل خلال المرحلة المقبلة، وتنحية المصالح الشخصية جانبًا، مشددًا على أن الحزب الحاكم هو أساس كل المشاكل فى مصر، «وبالتالى فلن يستطيع الخروج بمصر من كبوتها». وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، إنه لا بديل عن تكوين جبهة وطنية تجمع جميع أطراف العمل السياسى والنخب الفاعلة فى مصر، لتضع أجندة وطنية لمواجهة مستقبل مصر الذى أصبح مهددًا، بسبب ممارسات الحزب الحاكم، مستنكرًا حملات الاعتقال المستمرة فى صفوف الإخوان. وحذر المستشار محمود الخضيرى، رئيس نادى قضاة الإسكندرية السابق، المعارضة المصرية بجميع اتجاهاتها من خطة الحزب الحاكم لضرب ومحاولة تفريق صفوفها من الداخل، والعمل على تشتيت جهودها. وأشار جورج إسحاق إلى أنه لا توجد إرادة سياسية للإصلاح الحقيقى الآن، موضحًا أن هذا مرهون بتغيير النظام وهو ما نسعى إليه جميعًا، موضحًا أن هذا النظام لم يغير ولن يتغير، كما أن قضية فلسطين لن ولم تتحرك إلا إذا كانت مصر دولة حرة. وطالب عبدالحليم قنديل، منسق حركة «كفاية» المعارضة، بمراجعة نفسها، والالتفاف حول أجندة واحدة، مؤكدًا أن النظام يسعى إلى «ذبح» المعارضة «الحقيقية» من خلال سيناريو، يعد حاليًّا لتوزيع حصص ديكورية على عدد من أحزاب المعارضة «الصورية» فى انتخابات مجلس الشعب للعب دور «كومبارس» فى انتخابات الرئاسة. ومن ناحية أخرى، نظمت جماعة الإخوان المسلمين فى بنى سويف، إفطارها السنوى فى منزل محمد شاكر الديب، نائب مجلس الشعب عن دائرة الواسطى فى قرية ميهوب الديب التابعة لمركز الواسطى، بحضور نحو 500 شخص، أمس الأول، وسط حراسة أمنية مشددة. وعقب الانتهاء من الإفطار انقطع التيار الكهربائى أثناء ترحيب النائب محمد شاكر بالحضور، فاستخدم المنظمون المولد الكهربائى حوالى ساعة، بعدها انقطع التيار الكهربائى عن القربة بأكملها. وزع أعضاء الجماعة حقائب على الحضور مرسوماً عليها قلب باللون الأحمر وتتضمن «C.D» عن مطبخ الأسرة وكتباً عن مفاتيح رمضان للشيخ محمود المصرى، وخواطر للإمام حسن البنا، وعلقوا لافتات مكتوباً عليها «الله غايتنا - رسولنا زعيمنا - رسولنا قدوتنا».