6 حروب خاضها عبدالحميد الجمل خلال ال75 عاماً التى عاشها، 5 منها حربية، هى حروب 67 وأكتوبر والاستنزاف واليمن والثغرة، وواحدة اقتصادية وبالأحرى حرب تواجد، حاول من خلالها أن يوجد لنفسه ولبضاعته سوقاً ينافس بها البضاعة الصينية التى اجتاحت الأسواق المصرية والعربية، فقرر أن يتعلم مهنة أخيه وينحت الخشب ليخرج منه تحفاً وأشكالاً يتهافت عليها السائحون، حيث لا يجدون مثلها فى البضاعة الصينية التى أغرقت أسواقهم. عبدالحميد يعترف بصعوبة مهنته، ويعترف أيضاً بأن صعوبتها هى سر تميزها، ويبرر: «ماحدش بيعرف يقلدها لأنها تعتمد على المهارة اليدوية، صحيح الصين قدرت تقلد كل حاجة، لكنها ماقدرتش تقلد الحاجات اليدوى اللى بتعتمد على المهارة مش الآلة».. الحرب التى خاضها لم تمنعه عنها إعاقته وإصابته بشلل نصفى، فباليد السليمة ينشر الخشب ويحفره، ليؤكد أيضاً أن المهارة والإرادة المصرية لا يغلبها شىء، ولا يحاكيها أحد. عبدالحميد لم يتعلم القراءة أو الكتابة، واستطاع من خلال مهنته أن يحمى نفسه من العمل فراشاً فى مصلحة حكومية، حيث كان الأميون يعملون كفراشين فى هذه الفترة، رفضه العمل كفراش كان من منطلق: «الرئيس جمال عبدالناصر قال إن العامل الفنى يعادل المؤهل العالى.. ففضلت الصنعة على الوظيفة». يستخدم عبدالحميد فى صنعته خشب السرسوع ويحضره من الصعيد، حيث يسهل تشكيله وتقطيعه، ويواصل عبدالحميد التحدى قائلاً: «أى حتة خشب صغيرة أو كبيرة تقع فى إيدى ممكن أشكلها، وأتحدى أى صينى يعمل قطعة واحدة من اللى بتخرج من تحت إيدى، خصوصاً إن الحتة مابتاخدش أكتر من يومين شغل، عشان كده مابنزلش فى تمنها وبأبيعها للسائحين بأسعار من 5 - 40 جنيه حسب حجم القطعة».
