على غير عادتها.. تقف المخرجة ساندرا نشأت أمام الكاميرات لأول مرة، حيث تجلس على كرسى المذيعة لتنتزع اعترافات وأسرار مشاهير الفن والرياضة والسياسة فى سلاسة ونعومة بعيدا عن استفزازهم أو مضايقتهم، وتعتمد فكرة البرنامج على تخيل الضيف أنه مخرج لفيلم عن حياته وصاحب دور البطولة فيه، حيث يتحدث عن أهم المشاهد والمحطات فى حياته. وحول تجربتها فى برنامج «المخرج» الذى يذاع يوميا بعد الإفطار تحدثت ساندرا ل«المصرى اليوم»: ■ كيف جاءت فكرة تقديمك للبرنامج؟ الفكرة عمرها عام، منذ شاركت فى رمضان الماضى فى برنامج «على كرسى المذيع»، حيث جاءتنى ردود فعل جيدة جدا ومكالمات كثيرة، كما أثنى علىَّ وزير الإعلام، وحين عرض على برنامج «المخرج» ترددت كثيرا، لكننى عدت وقلت ولم لا، خاصة أن كثيرين أثنوا على قدرتى على أن يجلس أمامى الآخرون. ليفضفضوا عما بداخلهم، وحقيقة لولا التليفزيون المصرى ما كنت قدمت البرنامج. ■ أى لو عرض الأمر عليك من إحدى الفضائيات لرفضت رغم أن التليفزيون فقد بريقه فى السنوات الأخيرة؟ بصراحة.. رمضان يعنى التليفزيون المصرى، والبرامج تنجح خلاله، «البيت بيتك» وغيره، حتى لو هناك فضائيات ناجحة يبقى للتليفزيون سحره الخاص، كما أننى أحب العمل فى رمضان، ودائما أحرص على تصوير أعمالى خلاله، وفيلمى الذى كنت أجهز له تأجل، ولو كنت مشغولة ما قدمت البرنامج، الذى اكتشفت من خلاله شيئا جديدا فى نفسى، وقد حرصت على أن أظهر كما أنا دون تكلف أو اصطناع أنى مذيعة. ■ وكيف وجدت تجربة التواجد أمام الكاميرا؟ فى أول الأمر وجدت من يقول لى «بصى يمين.. اتحركى شمال..نظبط الماكياج.. الشعر»، فتساءلت يا خبر أنا باعمل كده فى الناس لما باخرج فيلم ؟، وكنت طوال الوقت لا أرغب فى الظهور كثيرا، وألا تركز الكاميرا على وجهى لفترة طويلة، ولأول مرة أستخدم. وأجرب جملة «أنا وشى مرهق النهارده، أو شعرى منكوش ومش مظبوط»، التى كنت باسمعها من الممثلين أو المذيعين من أصدقائى، فمثلا قبل تصوير حلقة لاعب الكرة أحمد حسام «ميدو» كان شكلى مرهقا جدا، حيث كنت فى زيارة لصديقة لى فى المستشفى، ولكن لازم أظهر بشكل جيد. ■ معروف عنك أنك مخرجة عنيدة ومن الصعب أن تستجيبى لأحد.. فكيف كنت تقبلين توجيهات مخرج البرنامج؟ كنت مطيعة جدا لمخرج البرنامج، وتركت له مهمة تحمل مسؤوليتى، فى الأيام الأولى فكرت بطريقة أننى مخرجة سينمائية، ومن هذا الذى سيوجهنى كيفما يريد، ومثلا لا أرغب فى وضع ماكياج، ولا أعرف مثلا مصور البرنامج محمد فتحى وقلت «ده ماجاليش فى السينما»، وكنت أرغب فى أن يكون الكرسى الذى أجلس عليه قريبا من كرسى الضيف، وكنت أريد أن أكون على طبيعتى، لكن حين عملت مع مخرج البرنامج وجدته «فاهم شغله»، ويعرف كيفية التصرف وأماكن وضع كاميراته وتوزيع الإضاءة وغيرها، وجميل إنك «تسيبى نفسك طالما من أمامك يفهم جيدا وسيخرجك فى أفضل حال». ■ يقوم البرنامج على فكرة الفضفضة.. فكيف نجحت فى إخراج الأسرار والاعترافات من الضيوف؟ الناس بطبيعتها بتحب الفضفضة، وقد كنت أشعر أننى أمام بنى آدمين، سواء كانوا مسؤولين ووزراء تعلقت لهم المشانق طول الوقت أو فنانين، مثل عبد الباسط حمودة، الذى تأثرت جدا حين حكى لى عن تعرضه للضرب وزوجته ومشيوا فى عز الثلج، شعرت بأن من استضفتهم جواهم كويس يحتاج لأن يظهرويعرفه الناس الذين لا يعرفون عنه سوى جانب واحد فقط، حتى الوزراء مثل يوسف بطرس غالى ورشيد محمد رشيد تحدثا بحرية وخفة ظل ليست معروفة عنهما، والحمد لله لم يطلب أحد من الضيوف بعد انتهاء التصوير أن نحذف شيئا مما قاله، بل العكس فقد شعر بعضهم بأنهم فى حاجة إلى إضافة أشياء أخرى، وطلبوا التصوير مجددا لإضافة ما يريدون. ■ لم تطبقى أسلوب الاستفزاز على عكس هذه النوعية من البرامج التى تعتمد على كشف أسرار النجوم؟ كلنا بنى آدمين وبنغلط، ولكن تختلف طريقة وصياغة توجيه النقد والنبش فى دفاتر الآخرين، ولذلك لجأت للأسلوب الهادئ فى توجيه الأسئلة لهم والاستماع إليهم. ■ هل وجدت صعوبة فى استخراج ما بداخل بعض الضيوف؟ لم يكن لدى أى منهم تحفظ ما، بل كان الجميع حريصين على الفضفضة لى، وهذه طاقة والحمد لله، حتى من كنا نعتقد أنه سيكون كتوما. ■ حين تشاهدين نفسك على الشاشة.. فما هى أهم انتقاداتك لنفسك؟ منذ الحلقات الأولى لتصوير البرنامج حرصت على أن أسكت لأسمع رغم أننى على طبيعتى أتحدث كثيرا وبطلاقة، ولكننى حين أشاهد الحلقات أتفرج من بعيد «نظرة وأمشى»، وأترك الفرصة لأسمع رأى الناس، وعند أول حلقة قلبى «دق جامد»، وماكنتش طايقه نفسى، وشعرت بتوتر شديد، ولكن الاتصالات التليفونية الكثيرة التى حملت ردود أفعال جيدة عن البرنامج طمأنتنى إلى حد كبير. ■ ألم تخشى المنافسة مع عدد كبير من الفنانين الذين يقدمون برامج هذا العام؟ إطلاقا، كما أننى حين قبلت تقديم البرنامج لم أكن أعرف أن هناك كثيرين يقدمون برامج هذا العام، وبعد ما وقعت مع التليفزيون وعلمت بالعدد الكبير من الفنانين الذين يقدمون برامج فكرت قليلا فى «هوجة» البرامج هذا العام، ولكننى قلت إن كل واحد له جمهوره وله ستايله الذى يجذب به المشاهدين. ■ هل تفكرين فى تكرار التجربة؟ لا أعرف إن كنت سأكررها أم لا، وإن كنت أدرك تماما أن الدلع الكثير «يبوظنى»، فأنا معتادة على إنى «أشمر» البنطلون، وألم شعرى، ولا أريد أن أفكر كثيرا فى شكلى، وقد قدمت البرنامج بمنطق لو نجح الحمد لله، ولو فشل يبقى سلام، فتقديمى للبرنامج كان لوجود طاقة ما بداخلى وخرجت، مثلما قدمت الكليبات من قبل عملى فى السينما، وأحيانا أعمل حاجات وأرجع لمجالى الأصلى وهو الإخراج السينمائى الذى لن يسرقنى شىء منه. ■ وهل من الممكن أن تشجعك تجربة مواجهة الكاميرات على خوض التمثيل؟ لو كنت أفكر فى التمثيل «لعملتها من زمان»، كما أنه من الممكن أن أطلع كمخرجة بشخصيتى، وليس كممثلة.