رغم دراستها الأدب الإنجليزى، فإن هبة الأباصيرى دخلت المجال الإعلامى مبكرا، حيث كانت أصغر مذيعات شبكة art، ثم تنقلت بين عدة قنوات لتقدم عددا من برامج المنوعات التى تعتمد على استضافة المشاهير مثل «النجم الشيف» و«الدنيا غنوة»، ويذاع لها حاليا برنامج «مذيعة من جهة أمنية» على قناة «نايل لايف» والذى تخلت فيه عن الماكياج الثقيل وأناقتها المعتادة، لتتقمص شخصية محققة أمام ضيوفها من المشاهير الذين تستجوبهم فى غرفة التحقيق التى صمم ديكوراتها مهندس الديكور عمر حامد. حول تقديمها البرنامج تقول هبة: «فكرة البرنامج للصحفى مصطفى عمار، الذى عرضها علىّ منذ فترة، وطلب منى تقديمه على أن يعرض فى رمضان الماضى، ونامت الفكرة حتى فوجئت بالعرض يتجدد من مسؤولى التليفزيون المصرى، وقد سعدت جدا لأن الجمهور فى حاجة إلى برامج وأفكار جديدة، بعيدا عن البرامج التى (تطبطب وتدلع الضيوف)، فبدأنا نحضّر له، ورغم تأخر ظهوره إلا أن (قرفته حلوة، وكل تأخيرة) كما يقولون». وعن تقمصها شخصية محققة خلال البرنامج، تقول: حاولت تصديق وتخيل أننى محققة شرطة أو من جهة رسمية، خاصة أن تقديم البرنامج تطلب أداء تمثيليا معينا، ورغم أننى لم أدرس التمثيل ولم أمارسه من قبل، فإننى تقمصت الشخصية تماما لتظهر بالصورة التى أعجبت الجمهور والضيوف أيضا، لدرجة أن بعض الضيوف ظنوا أننى أقدم برنامج الكاميرا الخفية، منهم صلاح عبدالله الذى ظل يضحك على كل سؤال أوجهه له بطريقة المحققة، ومن كثرة ما وجدنى «غِلسة» فى استجواباتى له، إلا أنه تفهم الأمر مع اقتراب تصوير الحلقة من منتصفها، كما أن الوقت لم يكن كافيا قبل بدء تصوير البرنامج للتدرب على الشخصية، فقط جمعتنى بمخرج البرنامج محمد سعيد والاستايلست مها بركة جلسات سريعة لتحديد استايل اللبس والشعر وطريقة الأداء البعيد تماما عن الأسلوب الذى كنت أقدم به برامجى من قبل، وقد حاولت أن «أسترجل وأنشف شوية» لتقديم شخصية المحققة، وطوال مشوارى لم يكن لدى مانع فى تقديم برنامج بهذه الطريقة، كما أن البرامج التى قدمتها من قبل لم تتطلب منى ذلك. وحول تخليها عن الماكياج الثقيل والملابس الأنيقة وارتدائها بدلة محققة طوال الحلقات، تقول هبة: الاهتمام بالشكل الخارجى لدىّ يأتى فى المرتبة الثالثة بعد أهمية القبول لدى الجمهور والثقافة بالنسبة لما يجب توافره فى المذيعة، كما أننى لم أتعمد إظهار جمالى فى أى من برامجى، بل أرتدى «ملابس وأضع ماكياجا وفقا لنوعية البرنامج الذى أقدمه، ولم أكن يوما «أوفر» فى كيفية ظهورى على الشاشة، فبرنامج «الدنيا غنوة» مثلا هو سهرة غنائية تحتاج ارتداء ملابس معينة عكس برنامج «كل ليلة»، وعادة أكره المبالغة فى مثل هذه الأشياء. وعن تخوفها من ردود أفعال بعض الضيوف تقول: الاستفزاز كان الأسلوب الذى اتفقت عليه مع المخرج محمد سعيد، على اعتبار أن أى شخص يخضع للتحقيق معه يتحدثون معه بهذه الطريقة، وقد كنت قلقة فعلا من بعض الضيوف، خاصة رغدة لأنها «قَطْر» ولا تجامل، أيضا عادل حمودة ومرتضى منصور وطلعت السادات، كما أننى أحيانا كنت أختفى فور تصوير الحلقات خوفا من ردود فعلهم، ولكننى دائما كنت أفكر فى أننى لا أستضيف أحدا لأدلعه، والحلقة الوحيدة التى غضب الضيف فيها، كانت حلقة ممدوح الليثى الذى اختلف حول بعض الأسئلة ورفض استكمال التصوير ولن تذاع حلقته بالطبع بناء على طلبه. وعما إذا كانت هناك خطوط حمراء فى تحديد أسماء الضيوف، ترد: إطلاقا كانت هناك حرية كاملة فى اختيار الضيوف، بل إن مذيع قناة «الجزيرة» أحمد منصور صور حلقة معنا، وأيضا وائل الإبراشى الذى رد مثلا على أحد أسئلتى «لو إديتك أسماء مش حتذيعى»، لكن ما قاله سيذاع، ولعل الجميع يشهد التغييرات الجيدة التى يشهدها التليفزيون المصرى هذا العام، وأن الجمهور ليس فى حاجة لأى قناة أخرى، ورغم هذا الكم الهائل من البرامج، خاصة التى يقدمها فنانون لأول مرة، فإننى لا أخشى المنافسة، وكلما ارتفع مستوى من حولى فذلك يدفعنى للتجويد، كما أن كل فنان يقدم برنامجا على قناة «نايل لايف» يجذب لى جمهوره ليشاهدنى أيضا. وحول الأجر الذى تردد أنها تلقته وتجاوز ربع مليون جنيه نفت هبة قائلة: كل ما نشر عن ذلك معلومات خاطئة، وأحتفظ بقيمة الأجر لنفسى، وفى النهاية هذا أمر لا يخص المشاهد فى شىء، وما يهمنى هو التجربة التى أفادتنى كثيرا. وعن خوضها تجربة التمثيل تقول: عرضت علىّ مشاريع كثيرة بالفعل، لكننى لن أدخل التمثيل مجازفة، كما أن الإعلام هوايتى وليس مهنتى فقط.
