أمرت نيابة الأموال العامة العليا، برئاسة المستشار مصطفى حسيني، المحامي العام الأول للنيابة، الأربعاء، بمخاطبة الجهات المختصة لضبط، وإحضار الكاتب الصحفي إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق «هارب»، للتحقيق معه في اتهامه بمنح الرئيس السابق، حسنى مبارك، وأفراد أسرته، ورموز نظامه، هدايا من أموال مؤسسة الأهرام، خلال الفترة من عام 1984 وحتى عام 2011. واستدعت النيابة رؤساء مجلس إدارة الأهرام السابقين خلال الفترة من 2006 إلى 2011 لسماع أقوالهم فى واقعة منحهم هدايا للرئيس السابق، وأسرته وعدد من رموز النظام، وعلى رأسهم أحمد نظيف، وأحمد فتحي سرور، وحبيب العادلي، ويوسف بطرس غالي، وصفوت الشريف، وزكريا عزمي، وضمت قائمة من تم استدعاؤهم كلا من إبراهيم نافع «هارب»، ومرسي عطا الله، وصلاح الغمري، والدكتور عبد المنعم سعيد. وأجرت النيابة تحقيقاتها مع كل من مرسي عطا الله، وصلاح الغمري، وعبد المنعم سعيد، وتبين من التحقيقات أن مرسي عطا الله صرف هدايا بقيمة 38 مليون جنيه، بينما صرف عبد المنعم سعيد، وصلاح الغمري هدايا بقيمة 40 مليون جنيه، دون وجه حق وبالمخالفة للقانون. وقرر الثلاثة في التحقيقات أمام النيابة أنهم ساروا على ذات نهج إبراهيم نافع، رئيس مجلس الإدارة الأسبق للأهرام، في تقديم الهدايا لكبار مسؤولي الدولة، موضحين أن الإدارة كانت تعد كشوفًا بأسماء رئيس الجمهورية السابق، وأفراد أسرته، وكبار موظفي الرئاسة، ورؤساء الوزراء، والوزراء من رموز النظام السابق، حيث تضمنت الكشوف تحديد الهدايا ذات القيمة الباهظة، وفقًا لمنصب كل منهم، ليقوم رئيس مجلس الإدارة بالموافقة على شراء الهدايا، وصرفها. وكشفت تحقيقات نيابة الأموال العامة العليا عن أن قيمة الهدايا التي صرفت من ميزانية مؤسسة الأهرام الصحفية خلال الفترة من عام 1984 وحتى عام 2011 تجاوزت ما يقارب 100 مليون جنيه، دون وجه حق، وعلى نحو يمثل تسهيلاً للاستيلاء على المال العام، وتربيحًا للغير دون وجه حق، وإضرارًا عمديًا بأموال المؤسسة، حيث حصل الرئيس السابق على هدايا قيمتها 6 ملايين جنيه، كما حصلت قرينته سوزان ثابت على هدايا بقيمة 5 ملايين و750 ألف جنيه، بينما حصل علاء مبارك على هدايا بقيمة 2 مليون و250 ألف جنيه، وجمال مبارك على هدايا بقيمة 2 مليون جنيه، وهايدي راسخ على مليون و700 ألف جنيه، وخديجة الجمال حصلت على هدايا قيمتها مليون و800 ألف جنيه، فيما حصل الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، على هدايا تقدر قيمتها بنحو 950 ألف جنيه، كما حصل صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى الأسبق، على هدايا تقدر قيمتها بمليون و300 ألف جنيه. وقررت نيابة الأموال العامة العليا إخلاء سبيل كل من مرسي عطا الله، والدكتور عبد المنعم سعيد، وصلاح الغمري، رؤساء مجالس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية السابقين من سراي النيابة، بكفالة مالية قدرها 50 ألف جنيه لكل منهم، وذلك على ذمة التحقيقات في قضية «هدايا الأهرام»، وضبط وإحضار المتهم الهارب. وتمثلت الهدايا الممنوحة من المؤسسة إلى كبار رجال دولة النظام السابق في ساعات قيمة، وأقلام ذهبية، وجنيهات من الذهب، و«كرافتات»، وأطقم من الألماس، ومجوهرات، وحقائب جلدية للسيدات والرجال، وأحزمة جلدية. وكان 25 شخصًا من أصل 26، كانوا قد اتهموا بالتقاضي والتحصل على هدايا دون وجه حق من مؤسسة الأهرام الصحفية، وقاموا بسداد قيمة تلك الهدايا، ولم يتبق سوى الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير المالية الأسبق، الهارب خارج البلاد، والذي لم يقم بسداد ما حصل عليه من هدايا بلغت قيمتها 1.5 مليون جنيه.
