تسود الشارع الأفغانى حالة من الخوف والترقب خشية حدوث انقسام سياسى، إضافة على حالة التردى الأمنى السائدة فى البلاد منذ سنوات على خلفية تنازع إعلان الفوز فى الانتخابات الرئاسية التى جرت الخميس الماضى بين الرئيس المنتهية ولايته، حامد كرزاى، ومنافسه الأقوى وزير الخارجية السابق، عبدالله عبدالله، الذين أعلنا الفوز بالرئاسة من الجولة الأولى، وسط اتهامات لكرزاى بتزوير الانتخابات للبقاء فى الحكم وطعن أحد المرشحين فى نتائج الاقتراع وذلك رغم أن لجنة الانتخابات لم تصدر نتائجها النهائية. يأتى هذا فى الوقت الذى طعن فيه ميرويس ياسينى، المرشح لمنصب الرئاسة فى نزاهة العملية الانتخابية، رافضا الاعتراف بأى شرعية قد يمنحها المجتمع الدولى للحكومة المقبلة، مؤكدا أن الانتخابات جرت فى أجواء من الغش والتزوير، بينما اتهم أشرف غانى أحد المرشحين لمنصب الرئاسة الأفغانية الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاى بتوزيع الأموال واستغلال إمكانات الدولة للبقاء فى السلطة، وقال غانى الذى شغل منصب وزير المالية فى حكومة كرزاى إن الحكومة الأخيرة الأكثر فسادا فى العالم وبرهن أنه لكى يبقى كرزاى فى السلطة فإنه مستعد لخرق كل المعايير الشرعية والدستورية وأن المال كان حاضرا بقوة، حيث شكل نقطة سوداء فى عملية الانتخابات الديمقراطية حتى ولو لم تعرف مصادره. وطالب غانى بتقديم كل الإثباتات على التزوير الذى ارتكبته جهات عدة فى حملاتها إلى السلطات المختصة للتحقيق، داعيا المواطنين إلى تجنب العنف. وفى الوقت نفسه، ندد عبدالله عبدالله بحشو صناديق الاقتراع وتهديدات لمنظمى الانتخابات متحدثا عن ممثلين حكوميين يستغلون سلطتهم ويتجاوزونها ضد المرشحين الآخرين، مؤكدا استعداده للقبول بفوز كرزاى «إن كانت الانتخابات نزيهة وكان ذلك خيار الشعب». ومن جانبه، أكد ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكى إلى باكستانوأفغانستان أن كرزاى وعبداله سيحترمان نتيجة الانتخابات رغم المخاوف من اندلاع اضطرابات عرقية وقبلية بعد إعلانهما فوزهما. وفى غضون ذلك، قال رئيس مؤسسة انتخابات حرة وعادلة نادر نادرى إن مسلحى طالبان نفذوا تهديداتهم التى رددوها قبل الانتخابات وذلك من خلال مهاجمة مواقع لمراكز الاقتراع، وقطعوا أصابع اثنين من الناخبين فى قندهار جنوبى أفغانستان لقيامهما بالإدلاء بأصواتهما فى الانتخابات فيما قالت لجنة الانتخابات إن 11 من أفرادها قتلوا يوم الانتخابات. ودوليا، طالب وزراء خارجية مجموعة الثمانى الصناعية الكبرى الأطراف الأفغانية بالصبر وعدم استباق نتائج الانتخابات الرئاسية، بينما أشادت بعثة الاتحاد الأوروبى بالانتخابات وقالت إنها جيدة ونزيهة ولكنها لم تكن حرة فى كل أنحاء البلاد بسبب الذعر الذى يسودها، معربا عن قلقه بشأن التقارير التى تتحدث عن تزوير فى عملية الاقتراع. ومن جانبه، أعرب رئيس وزراء أفغانستان الأسبق، أحمد شاه زى، عن مخاوفه من حدوث انقسامات سياسية فى البلاد وذلك بعد أن أعلن اثنان من المرشحين فى الانتخابات الرئاسية عن فوزهما. وقال شاه زى إن نتيجة الانتخابات لن تكون منصفة وستكون حافلة بالمشاكل.
