رأت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس حسنى مبارك ظهر «قوياً» أثناء لقائه مع نظيره الأمريكى، باراك أوباما، فى البيت الأبيض، معتبرة أن اللقاء يعيد «الزائر المنتظم» - فى إشارة إلى مبارك - لواشنطن بعد سنوات من الغياب أثناء فترة حكم جورج بوش الابن. وتابع عدد من الصحف الأمريكية ووكالة الأسوشيتدبرس، أمس الأول، ردود الأفعال تجاه نتائج لقاء الرئيسين، فيما يتعلق بالقضايا التى تمت مناقشتها بينهما، وأهمها مسألة السلام فى الشرق الأوسط، فضلاً عن رصد مدى الاهتمام بقضايا الشأن الداخلى المصرى كالإصلاح الديمقراطى وملف حقوق الإنسان. وقالت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية إن مبارك بدا «قوياً» خلال لقائه مع أوباما، على الرغم مما تردد من أنه يجهز نجله جمال لخلافته، مضيفة أن مبارك أكد فى تصريحاته أنه لم يتخذ قراراً حتى الآن إن كان سيستمر فى الرئاسة لفترة أخرى فى الانتخابات المقبلة أم لا. واعتبرت الوكالة فى تقريرها، أن مصر تعانى من «الانفجار السكانى» الذى يزيد «تخريبه» للبلاد فى ظل الانتشار الواسع للفقر ومعدلات البطالة المرتفعة، التى تتزامن مع «إحكام» مبارك سيطرته على مصر «المليئة بالضغوط الاجتماعية والدينية» من خلال القمع الشديد للمعارضة السياسية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين «أكثر الجماعات تنظيماً وتحدياً لحكمه». وأشارت إلى أن العرب عادوا مرة أخرى إلى العرض الذى قدمته السعودية الذى مفاده الاعتراف بإسرائيل وقبول السلام معها مقابل انسحاب الدولة اليهودية إلى حدود 67، بترك القدس والضفة الغربيةالمحتلة، خاصة أن السلام بين مصر وإسرائيل على مدار 30 عاماً لم يحقق «العلاقات الدافئة» بينهما، أو يتغلب على النزاع التاريخى بين الدولة اليهودية وأكثر الدول العربية شعباً. وقارنت الوكالة بين ما وصفته ب«الزائر المنتظم» لواشنطن فى إشارة إلى الرئيس مبارك خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، وبين غيابه التام عن العاصمة الأمريكية خلال ولاية جورج بوش «اعتراضاً» على احتلال العراق، وضغوط الرئيس الأمريكى على إصلاح النظام السياسى المصرى وسياسات حقوق الإنسان. من ناحيتها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن «أحداث الثلاثاء» فى إشارة إلى لقاء مبارك بأوباما، «أظهرت دفء العلاقات المصرية الأمريكية»، حتى وإن كان الرئيسان لم يوضحا ماهية التقدم الذى يمكن أن يحرزاه تجاه البدء فى عملية السلام فى الشرق الأوسط. واعتبرت الصحيفة لقاء الرئيسين المصرى والأمريكى للمرة الثالثة خلال ثلاثة شهور «علامة مميزة» على رحيل الإدارة الأمريكية السابقة التى اهتمت بملفات حقوق الإنسان والإصلاح فى مصر، مشيرة إلى أن جماعات حقوق الإنسان اتهمت السلطات المصرية بالاعتقال الاستبدادى للناس، ووضعهم فى محاكمات أمنية لا ينطبق عليها معايير العدالة الدولية، فضلا عن أنها سجنت الأشخاص الذين يعبرون عن آرائهم سلمياً. وقالت الصحيفة إن «مصر بدت كأهم حليف لإدارة أوباما فى الشرق الأوسط لعلاقاتها مع إسرائيل وتأثيرها على القادة الفلسطينين فضلاً عن قدرتها وإرادتها لإحداث مقاومة (موازية) لإيران». وقالت صحيفة «واشنطن تايمز»، إن زيارة الرئيس لواشنطن زادت التساؤلات حول ما إذا كان البيت الأبيض تخلى عن محاولة إدارة الرئيس الأسبق جوج بوش فى تحدى القائد «الكبير» - فى إشارة لمبارك - فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحكومة الديمقراطية داخل دولته. ونقلت الصحيفة عن المحللين السياسيين الإقليميين نقدهم لإدارة أوباما لرجوعها عن خطى «بوش» فيما يتعلق بالضغط على مصر لزيادة الديمقراطية وحقوق الإنسان.