بدأ العمل فى ترميم وإعادة تأهيل مبنى مجلس الشورى، فى الأسبوع نفسه الذى شهد حريق المبنى، ففى البداية، قامت شركة المقاولون العرب التى تولت مهمة إعادة الترميم، بإزالة أطنان من التراب والأنقاض ومخلفات الحريق، فى محاولة لإنجاز العمل فى أقل وقت ممكن وبأعلى كفاءة، وواصلت الشركة العمل ليلاً ونهارًا على ورديتين، كل وردية تضم 700 عامل، حيث أزال العمال 18 ألف متر مكعب من مخلفات الحريق، بالإضافة إلى تقطيع أطنان من الكمرات وإزالة حوائط آيلة للسقوط، لتبدأ بعد ذلك أعمال البناء والتشييد. قال مسؤول بشركة المقاولون العرب إن أعمال الترميم تم تقسيمها على 3 مراحل، تم الانتهاء من المرحلة الأولى بعد 80 يوماً من العمل، انتهت الشركة خلال هذه الفترة من إعادة ترميم وتأهيل القاعة الرئيسية وقاعة الدستور، كما تم تجهيز مكاتب رئيس المجلس والوكلاء والوزراء ونواب المعارضة والأغلبية. بينما شملت المرحلة الثانية باقى أعمال الدور الأرضى بالإضافة إلى الدور العلوى الذى يتضمن الغرفة الخاصة برئيس الجمهورية وكبار الزوار، وعدد من قاعات اللجان، وأوضح أن العمل يتواصل للانتهاء من المرحلتين الثانية والثالثة تمهيداً لافتتاح المبنى مع بداية الدورة البرلمانية المقبلة، لافتاً إلى استخدام الشركة لكميات كبيرة جداً من مواد البناء فى أعمال الترميم فى المرحلة الأولى منها 50 طن حديد و500 طن أسمنت و300 طن جبس تم استخدامها فى إنشاء الأعمدة الفرعونية والكرانيش وتصميم شعارات المجلس. وكشف المسؤول عن إضافة مكتبة إلكترونية إلى مبنى المجلس يتم من خلالها التواصل بين نواب المجلس وأعضاء البرلمانات الأخرى فى الدول العربية والأوروبية. ولفت المسؤول إلى أنه تم هدم مبنى الشهر العقارى الكائن فى حرم المجلس لإنشاء مبنى جديد مكون من 3 طوابق يحمل طابعاً أثرياً إلا أنه حديث البناء، يضم المخازن والحسابات ومكتب شؤون العاملين كما سيتم أيضا هدم المطبعة لإنشاء أخرى جديدة، وحول الجديد الذى أضافته الشركة للمبنى قال المسؤول إنه وأضاف أنه جرى تخصيص الجانب الأيمن من الدور الأرضى من مبنى مجلس الشورى ليكون مكتبًا لرئيس المجلس حيث يضم مكاتب السكرتارية والحراسة التابعة له، ويقابله مباشرة بهو كبير تم تخصيصه لأعضاء مجلس الشورى وبينهما حديقة كبيرة سيتم استزراعها فى هذا الجزء بوسط المبنى، حيث تم إزالة بعض أجزاء من المبنى لتحقيق هذا الغرض، بينما يخصص الجانب الأيسر بعد البوابة الرئيسية لمبنى الشورى لمكتب رئيس مجلس الشعب وهو عبارة عن مكتب السكرتارية الخاصة به، ثم مكتب رئيس المجلس، يليه حجرة مقسمة.. جانب منها كصالون مخصص لاستقبال الزوار، والجانب الآخر استراحة رئيس مجلس الشعب، ثم حجرتان كمركز معلومات، تليهما قاعة كبيرة للاجتماعات وتقابلها «قاعة مبارك» وهى بسبعة أبواب، ذات أرضيات خشبية وفى منتصفها الأرضية من الرخام، ومن المقرر أن يلحق بالمبنى مكتبة إلكترونية لإجراء حوارات مع أعضاء البرلمانات الأخرى، وفى الطابق العلوى تم تخصيص استراحة للرئيس ولاستقبال كبار الزوار باسم «مبارك». وأضاف المسؤول إن 700 عامل من الشركة شاركوا فى أعمال الترميم، وتم تنظيم دورات توعية لهم عن أهمية هذا العمل باعتباره عملاً قوميًا وطنيًا، حيث عملوا بنظام 3 ورديات دون إجازات باستثناء أول أيام عيد الفطر الماضى، ولم تستعن الشركة بأى عمالة أجنبية سوى عاملين فقط جاءا لمدة يومين، وهما خبيران فى الصوتيات والمرئيات، وتمت الاستعانة بالمعدات المملوكة للشركة مع استيراد بعض المعدات التكنولوجية الخاصة بأنظمة الصوتيات والإطفاء وإنذار الحريق، والمبنى عبارة عن حوائط حاملة لسمك يتراوح بين 70 سم ومتر. ومن المقرر أن تبقى شركة المقاولون العرب لمدة عام مقبل بعد انتهاء أعمال الترميم لمتابعة المبنى ومراقبة أنظمة الأمان به.