فى الوقت الذى ذكر فيه مصدر سياسى أن رئيس الوزراء اللبنانى المكلف سعد الحريرى استأنف أمس محادثاته التى تهدف إلى الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة بعد عودته من قضاء عطلة فى الخارج، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بيروت من مغبة دخول حزب الله الشيعى فى الحكومة المقبلة. وقال نتنياهو خلال جولة فى جنوب إسرائيل «ليكن واضحا أن الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولية أى هجوم يأتى من أراضيها إذا أصبح حزب الله رسميا جزءا منها». وأضاف «آمل ألا تحتاج إسرائيل للجوء إلى رد من هذا النوع». وفى غضون ذلك، حذرت الصحف اللبنانية أمس من إمكانية حدوث أزمة حكومية تطيح بصيغة تقاسم الحصص التى تم التوصل إليها، بسبب جمود مشاورات تأليف الوزارة الجديدة التى كلف بها زعيم الأغلبية اللبنانية سعد الحريرى. وجاءت هذه المخاوف رغم دعوات الأقلية النيابية الممثلة لقوى 8 آذار إلى الإسراع بتشكيل الحكومة بناء على هذه الصيغة قبل أن يعلن الزعيم الدرزى وليد جنبلاط، أحد قادة الاكثرية تغيير مواقفه. ومن جانبها، أشارت «النهار» إلى بوادر خلاف مرشح للتفاقم بين قوى 14 آذار و8 آذار حول صيغة تقاسم الحصص قبل أن يغير جنبلاط موقفه ورأت أن ذلك ينذر «بعودة مجمل الوضع الحكومى إلى نقطة الصفر». وعنونت «الأخبار» المقربة من الأقلية «المعارضة» تستعجل الحريرى: «ألف أو افسح فى المجال». وكتبت «علمت الأخبار أن المعارضة تنظم نفسها للتصعيد أكثر إذا لم يعد الحريرى خلال 48 ساعة فإما أن يعود ويبدأ فورا بوضع النقاط على حروف تأليف الحكومة أو يبدأ الضغط ليجد رئيس الجمهورية مخرجا لحل المعضلة». ومن ناحيته دعا رئيس الجمهورية الأسبق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل المسؤولين إلى «التفكير فى صيغ حكومية أخرى لأن الصيغ الحالية تجاوزها الزمن». ومن جهة أخري، وصف مسؤول حزب الله فى جنوب لبنان الشيخ نبيل قاووق زيارة وزير خارجية إسرائيل أفيجدور ليبرمان الأخيرة لبلدة الغجر المحتلة بأنها رسالة استفزاز واعتداء على سيادة لبنان وتحد للكرامة اللبنانية. وقال قاووق إن قرار مجلس الأمن رقم 1701 ينص على انسحاب إسرائيل الفورى من الجزء الشمالى للبلدة، مؤكدا أن المجتمع الدولى والأممالمتحدة عاجزان عن ردع إسرائيل عن عدوانها. وأشار إلى الخرق الإسرائيلى فى بلدة كفر شوبا ومطالبة قوات حفظ السلام الدولية «يونيفيل» للأهالى بالهدوء وضبط النفس وعدم التحرك باتجاه نقطة الخرق. واتهم قاووق الأممالمتحدة بالعمل على تكريس الخرق الإسرائيلى للقرار بما يؤكد عجز الخيارات السياسية والدبلوماسية عن ردع إسرائيل ويؤكد مجددا أن المقاومة تشكل ضرورة استراتيجية فى مواجهة التحديات الإسرائيلية.