شهدت العراق يوماً دامياً أمس جراء سلسلة تفجيرات انتحارية أدت إلى مقتل العشرات وجرح 236 آخرين غالبيتهم من الشيعة فى الموصل وبغداد مما يهدد بتفجر أعمال العنف الطائفى فى البلاد مجددا، بعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن والشوارع العراقية أواخر يونيو الماضى بموجب الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد. وأكدت الشرطة العراقية مقتل 45 شخصاً وإصابة حوالى 155 آخرين جراء انفجار شاحنتين مفخختين بالتتابع صباح أمس قرب الموصل، وقال مصدر أمنى عراقى إن شاحنتين مفخختين انفجرتا فى قرية «خزنة» التى تقطنها أغلبية من عرقية «الشبك» الكردية الشيعية فى نينوى، شمال بغداد، مما أدى إلى سقوط 45 قتيلا، وإصابة 155 شخصا على الأقل، وتدمير حوالى 40 منزلا، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للزيادة بسبب وجود الكثير من الضحايا تحت الأنقاض. وأوضح أن تلك المنطقة تقع تحت سيطرة الأكراد أمنيا، وأن فرق الإنقاذ تقوم حاليا بالبحث عن ناجين وضحايا تحت الأنقاض وإخلاء الجرحى ذوى الحالات الخطيرة إلى المستشفيات. وتشهد الموصل عمليات عنف دموية، منذ أواخر عام 2004، رغم العمليات الأمنية المتكررة وانتشار الجيش العراقى فى مناطق مختلفة من المدينة. وفى بغداد استهدف هجومان بسيارتين ملغومتين عمالا كانوا متجمعين بحثا عن العمل، ووقع الاعتداء الأول فى حى الأمل غرب المدينة وأسفر عن سقوط 9 قتلى و46 جريحا، بينما استهدف الهجوم فى شرطة الأربع شمال المدينة وخلف 7 قتلى و35 جريحا. وفى الوقت نفسه، كشف الرئيس العراقى جلال طالبانى فى تصريحات صحفية أمس أن الأكراد شاركوا فى كل محاولات الانقلاب على السلطة، منذ وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1968، وأن آخر محاولة انقلاب ضد صدام حسين كانت قبل الإطاحة بالنظام فى 2003. وقال طالبانى «كنا نحاول باستمرار تغيير النظام»، وأضاف: بدأنا نعمل على تغيير النظام منذ انقلابهم فى 17 يوليو 1968. وتابع أن الاتحاد الوطنى الكردستانى بزعامته قرر عام 1983 وقف القتال ضد الجيش العراقى من طرف واحد لانشغاله بالحرب العراقية - الإيرانية. وفى غضون ذلك، كشفت مجلة أمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما قامت خلال الأيام الماضية بتمديد عقد مع شركة «بلاك ووتر» الأمنية الأمريكية لتقديم «خدمات أمنية» فى العراق، رغم إعلان الخارجية الأمريكية سابقا نيتها عدم التجديد، ورفض الحكومة العراقية تجديد رخصة الشركة فى العراق. وقالت مجلة «ذى نيشن» الأمريكية إنها حصلت على نسخة من عقد فيدرالى يفيد بقيام وزارة الخارجية الأمريكية بتجديد عقدها مع «بلاك ووتر»، حتى 3 سبتمبر المقبل، لتقديم «خدمات أمنية» فى العراق مقابل أكثر من 20 مليون دولار. وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت فى مايو الماضى أنها لن تقوم بتجديد تعاقدها مع بلاك ووتر، كما أعلنت الحكومة العراقية أنها لن تقوم بتجديد رخصة عمل الشركة فى العراق، بسبب تورط حراس تابعين لها فى مقتل مدنيين عراقيين. ويأتى ذلك قبل أيام من الكشف عن اعترافات لموظفين سابقين فى بلاك ووتر قالوا إن إريك برينس، مالك الشركة، كان يعتبر نفسه «محاربا صليبيا مكلفا باستئصال الإسلام والمسلمين من العالم».
