يقال دائماً عن ماركو موللر، مدير مهرجان فينسيا فى «فارايتى» وغيرها من صحف صناعة السينما الدولية، التى تتابع مهرجانات السينما، إن ميوله آسيوية، خاصة تجاه الصين التى يجيد لغتها ضمن لغات أخرى متعددة يجيدها، ولكن الواقع أن ميول موللر هى نحو التنوع الثقافى، وبراعته فى القدرة على الجمع بين التنوع والجودة الفنية، خاصة منذ أن تولى إدارة مهرجان فينسيا عام 2004، فالتنوع ليس هدفاً فى ذاته، بمعنى عرض فيلم من أفريقيا السوداء مثلاً لمجرد أن يكون هناك فيلم من هذه المنطقة، والجمع بين التنوع والجودة يعنى ببساطة بذل المزيد من الجهد. وربما يقال هذا العام إن ميول موللر أصبحت آسيوية وعربية أيضاً (الحديث هنا يفترض أن المشاركة الأمريكية والأوروبية الكبيرة من البدهيات المفروغ منها، وهو أمر منطقى بحكم كون أمريكا وأوروبا القوتين الأعظم فى السينما)، فربما لأول مرة هناك ستة أفلام لمخرجين ومخرجات من العالم العربى فى المهرجان. ففى المسابقة الفيلم المصرى «المسافر» إخراج أحمد ماهر، وخارج المسابقة الفيلم المصرى «احكى ياشهرزاد» إخراج يسرى نصر الله، وفى برنامج «آفاق» الفيلم المصرى «واحد - صفر» إخراج كاملة أبوذكرى، والفيلم التونسى «أسرار مدفونة» إخراج رجاء عمارى، وفى افتتاح «أسبوع النقاد» الفيلم السويدى «متروبيا» إخراج المصرى طارق صالح، وفى «أيام فينسيا» الفيلم الجزائرى «حراقة» إخراج مرزاق علواش. يبذل موللر أقصى جهده للحصول على أفلام عربية وأفريقية، أو لمخرجين عرب وأفارقة من سينما المهجر، وكذلك المسؤولون عن «أسبوع النقاد» من نقابة نقاد السينما فى إيطاليا والمسؤولون عن «أيام فينسيا» من نقابة مخرجى السينما، وهناك تعاون بين الإدارات الثلاث على نحو ما. ففى دورته الأولى عام 2004 عرض فى «آفاق» الفيلم المغربى «الطفل النائم» إخراج ياسمين قصارى، واختار يوسف شاهين (1926 - 2008) لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الأول، حيث فاز المغربى إسماعيل فروخى عن «الرحلة الكبرى»، الذى عرض فى «أسبوع النقاد»، وفى دورة 2005 عرض الفيلم الفلسطينى «انتظار» إخراج رشيد مشهراوى فى «أيام فينسيا»، وفى دورة 2006 عرض فى المسابقة «موسم جاف» إخراج محمد صالح هارون من تشاد، وفى دورة 2007 فى المسابقة «هى فوضى» إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف، وفى دورة 2008 الفيلم الجزائرى الفرنسى «داخل البلاد» إخراج طارق تيجوا، والفيلم الإثيوبى الأمريكى «تيزا» إخراج هايلى جريما، وهو هذه السنة رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الأول. يعمل موللر على التنوع، ويحافظ فى الوقت نفسه على معايير فينسيا التى تعد الأكثر صرامة بين كل مهرجانات العالم الكبيرة. [email protected]