سيظل رأيك ضعيفاً حتى يقول الآخر رأيه.. فأنت لا تعيش فى هذا العالم وحدك.. عيناك ترى زاوية، وعيون الآخرين تجمع كل الزوايا.. فلا داعى لاغتيال الآخر، لمجرد أنه يختلف معك فى الرأى والقناعات. أعترف أن هذا الدرس المهم هو أغلى ما تعلمناه من تجربة «المصرى اليوم».. اتسعت صدورنا لتحتوى الجميع، حتى أولئك الذين لم يفهموا رسالتنا بعد، فنتلقى منهم سهاماً طائشة، لأننا نفتح صفحات الجريدة لكل صاحب رأى، دون إخضاعه لجهاز التفتيش ونظرية «المؤامرة».. وربما كان هذا وراء حيوية وتدفق مقالات الرأى.. إذ يصل الأمر أحياناً إلى تفجر المعارك الإيجابية بين كتاب وأقلام الجريدة، دون تدخل منا، أو حجر على قلم لصالح آخر. ولأننا رسخنا هذا المفهوم وتلك القناعة على مدى 5 سنوات كاملة.. فقد شهدت الفترة الأخيرة ثراء وسخونة فى الحوار على صفحات «المصرى اليوم».. المعارك تصاعدت، والحوار مستمر.. الزميل بلال فضل يواصل وجهة نظره المحترمة فى قضية منح جائزة الدولة للدكتور سيد القمنى، والقمنى يرد اليوم فى بيان محترم.. والروائى الكبير الدكتور يوسف زيدان يكتب سلسلة مقالات رائعة بعنوان «فى الرد على المطران»، فيعقب عليه القس ديسقورس شحاتة بمقال راقى اللغة والخطاب، مما يدفعنا الآن إلى دعوة القس إلى الكتابة المنتظمة بالجريدة، لما يحمله من فكر معتدل ولغة رصينة. وفى غمرة هذه الحوارات.. يكتب زميلنا المرهف محمود الكردوسى مقاله الأسبوعى يوم الاثنين الماضى، منتقداً الفنان عادل إمام لتأييده ل«جمال مبارك».. ولأننا نؤمن بحق كل مواطن فى رأيه وقراره، مثلما نؤمن بحرية الكاتب فى التعبير، كان لابد أن يختلف بعضنا مع «الكردوسى».. فالفنان عادل إمام أثرى الوجدان العربى بأعماله السينمائية الرائعة.. ومن حقه مثل كل مصرى - أن يقول رأيه.. وعلينا أن نحترم هذا الرأى حتى لو اختلفنا معه.. تلك رسالة «المصرى اليوم» التى لن نحيد عنها، ولكم فى مقال محمود غزلان القيادى الإخوانى المنشور اليوم دليل على هذه العقيدة. رئيس التحرير