أثار إعلان محافظة الجيزة اختيار يوم 23 أغسطس عيداً قومياً لها، باعتباره اليوم الذى بدأ فيه المصريون القدماء بناء «خوفو»، استياء واسعاً بين عدد كبير من علماء الآثار والفلك، مؤكدين حق محافظة الجيزة فى تحديد موعد عيدها القومى، لكن دون ربطه بأحداث تاريخية «لا يوجد دليل علمى على موعد حدوثها» حسب تأكيدهم. وطالبوا بعدم اعتماد هذا اليوم موعداً لبدء بناء هرم «خوفو»، موضحين أن شهر أغسطس ظهر بعد بناء الهرم بأكثر من «ألفى سنة». وقال الدكتور على رضوان، رئيس اتحاد الأثريين العرب: «إن تحديد تاريخ البدء فى بناء الهرم كلام لا يستطيع أن يفتى به إلا من له قوة خارقة وقدرة على معرفة الغيب». وأكدت الدكتورة علا العجيزى، عالمة الآثار، حق محافظة الجيزة فى اختيار اليوم الذى تريده ليكون يوم عيدها القومى، لكن «لا يجوز أن تربط هذا التاريخ بموعد وضع أول طوبة فى الهرم، لأنه لا يوجد أى دليل علمى يحدد هذا اليوم». وقالت: «إن تحديد موعد بناء الهرم يتطلب وجود مجموعة من التفاصيل متعلقة بالفصل والشهر والسنة التى بدأ فيه البناء، وهذا غير متوفر». البحوث الفلكية الأسبق، إنه «من الصعب تحديد اليوم الذى بدأ فيه بناء الهرم، إلا إذا كانت هناك ترجمة لنصوص قديمة على جدرانه»، و«لا علاقة للأجرام السماوية بذلك، ولا يمكن الجزم باليوم بناء على حركتها». ووصف صلاح الإمام، باحث تاريخى، تحديد هذا التاريخ بأنه «مهزلة تورط فيها علماء كبار، جعلت العالم يضحك علينا»، موضحاً أن شهر أغسطس وجد بعد بناء الهرم بأكثر من ألفى سنة». وقال: «إن هذا الشهر ينسب إلى أوكتافيوس ابن جوليوس قيصر الذى حكم من عام 43 ق.م وامتد حكمه 57 سنة، ولما انتصر على أنطونيوس عام 31 ق.م فى معركة أكتيوم البحرية حاز لقب (أوغسطس) أى العظيم، وسمى الشهر الثامن من تقويم روميولوس باسمه، ولأن الشهر الموجود باسم والده (جوليوس أو يوليو) كان 31 يوماً، أخذ أوكتافيوس يوماً من فبراير وجعل شهره 31 يوماً».