أثارت تصريحات الدكتور أحمد زويل فى مكتبة الإسكندرية حول ضياع وقت وجهد المصريين فى الأيديولوجيات ما بين «ناصرى» و«وفدى» و«اشتراكى»، ما يؤثر سلباً على عملية البحث العلمى، ردود أفعال متباينة فى الأوساط الحزبية والسياسية. وقال سيد عبدالعال، أمين عام حزب التجمع، إن المجتمع يجب أن يكون به أيديولوجية وهذا موجود فى الولاياتالمتحدة نفسها ولا يعوق التقدم العلمى والديمقراطية ولكن ما يعوقه هو الاستبداد وغياب الديمقراطية. وأضاف: الدكتور زويل لديه الحق فقط فى أن البحث العلمى فى مصر مهدر كقيمة ثقافية، ولفت إلى أن برامج الأحزاب تشدد على أهمية البحث العلمى، والتجمع يضع له تصور وميزانية ولكن الخطط التفصيلية هى مهمة الحكومة. ورفض أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، أن يكون الاهتمام بالأيديولوجيات سبب التأخر العلمى، مؤكداً أن البحث العلمى جزء أساسى من الأيديولوجية ولا يمكن إغفاله. وقال إن كلام زويل عن إغفال الإعلام للبحث العلمى صحيح لأن الإعلام فى مصر يركز على إثارة أمور لا علاقة لها بالتطور، متناسياً دوره فى تطوير المجتمع. وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، إن كلام زويل عن تأخر مصر علمياً صحيح ولكن فى الوقت نفسه يجب أن يكون لكل حزب رؤيته الخاصة وأيديولوجيته التى تشجع على البحث العلمى. وأضاف: الحزب الوطنى هو الذى لا يشجع على البحث العلمى ولا يسعى لتكوين قاعدة له. وأيد إيهاب الخولى، رئيس حزب الغد، وجهة نظر زويل متهماً الحزب الوطنى برفض كل البرامج التى تطرحها المعارضة، أو الأخذ بها ونسبها إليه. وقال الخولى إن أزمة الأحزاب السياسية ليست فى البرامج وإنما فى ممارسة العمل السياسى، لافتاً إلى أن الأحزاب الآن تحارب من أجل الحصول على حقوقها المشروعة. وتابع: يجب أن نحصل على حقنا فى التواصل مع الناس حتى نشرح لهم رؤيتنا فى جميع القضايا ومنها البحث العلمى، مشيراً إلى أن برنامج حزبه يتضمن باباً كاملاً حول البحث العلمى والتكنولوجيا. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن برامج الأحزاب يجب أن تشمل رؤية الحزب للبحث العلمى وأهدافه من خلال خطة محددة تطبقها حكومة الحزب عند وصولها للحكم، متهماً الحزب الوطنى بأنه سبب تراجع البحث العلمى فى مصر لاعتماده الدائم على أصحاب الثقة فى كل اختياراته، وقال إن مصيبة الحكومة أنها لا تعتمد على البحث العلمى فى عمليات التنمية، وتعتمد على استيراد الخبرات العلمية من الخارج. واعتبر الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تصريحات الدكتور زويل غير موفقة خاصة أنها صادرة من شخصية غير سياسية، وقال إن السبب فى ذلك هو أن زويل يتم استقباله فى مصر بصفته سياسياً أكثر من كونه عالماً، وعادة ما يكتفى بالندوات واللقاءات العامة. وأشار الشوبكى إلى أن وجود الأيديولوجية لا يمثل مشكلة بالنسبة للأحزاب أو الأوضاع السياسية عموماً فهى موجودة فى كل بلاد الدنيا ولكن فى مجتمعاتنا نتعامل بطريقة خاطئة مع الأيدويولجية باعتبارها شمولية لكل شىء لذلك يجب أن نغير النظرة إليها لتصبح قادرة على تحقيق الديمقراطية وعدم إقصاء الآخر.