تحقق الحلم الذى عبرنا عنه فى «صوت وصورة» يوم 27 أبريل الماضى، وكان عنوان المقال «هل تكون سنة السينما المصرية فى أعرق مهرجانات العالم؟» حيث توقعنا اختيار فيلم «المسافر» إخراج أحمد ماهر للعرض داخل المسابقة، واختيار فيلم «واحد صفر» إخراج كاملة أبوذكرى للعرض فى برنامج «آفاق» وأفلام أخرى، واختير «احكى يا شهر زاد» إخراج يسرى نصر الله للعرض خارج المسابقة. «المسافر» رابع فيلم مصرى يعرض فى مسابقة مهرجان فينسيا، أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة فى العالم مع كان فى فرنسا وبرلين فى ألمانيا، ففى عام 1936 عرض فيلم «وداد» إخراج فرتز كرامب وتمثيل وغناء أم كلثوم «1898- 1975»، ثم «حدوتة مصرية» إخراج يوسف شاهين «1926- 2008» عام 1982، و«هى فوضى» إخراج يوسف شاهين بمساعدة تلميذه خالد يوسف عام 2007، أى أن المهرجان لم يعرض فى مسابقته غير ثلاثة أفلام مصرية قبل «المسافر» على مدى 77 سنة منذ إقامة دورته الأولى عام 1932، وبذلك يعتبر أحمد ماهر ثانى مخرج مصرى بعد يوسف شاهين يشترك فى مسابقة فينسيا، وثانى مخرج مصرى بعده يشترك فى مسابقة أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة فى أربعة عقود منذ عرض «الأرض» إخراج يوسف شاهين فى مسابقة مهرجان كان 1970. أما القول بأن فينسيا 2009 «سنة السينما المصرية» فيرجع إلى أن هذه هى المرة الأولى فى تاريخنا السينمائى وفى تاريخ المهرجانات الكبرى الثلاثة التى يتم فيها عرض ثلاثة أفلام مصرية فى دورة واحدة، وفى البرنامج الرسمى، أى اختيارات إدارة المهرجان، ومن شأن هذا أن يلفت أنظار النقاد والصحفيين وصناع السينما فى العالم ويعتبرونه عام السينما المصرية فى فينسيا. ومن اللافت أن فيلمين من الثلاثة لمخرجين من جيل العقد الأول من القرن الميلادى الجديد، فالفيلم الذى يعرض فى المسابقة أول أفلام مخرجه، والفيلم الذى يعرض فى «آفاق» رابع أفلام مخرجته، ومن اللافت أيضًا أن أحد الأفلام الثلاثة لمخرجه فى الوقت الذى تتعرض فيه المرأة المصرية لأكبر حصار عرفته منذ عقود، خاصة المرأة التى تعمل فى الفنون. إنه حدث كبير يجب أن تستثمره مصر الرسمية والشعبية معًا، ففيلم المسابقة من إنتاج وزارة الثقافة، وفيلم خارج المسابقة من إنتاج شركة كبيرة «كامل أبوعلى»، وفيلم برنامج «آفاق» من إنتاج جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامى، ويجب أن يتكاتف الجميع ليكون الاشتراك على مستوى الحدث. [email protected]