لم تشفع دموع وتوسلات الحاجة «جواهر» من قرية «البرادعة»، التى تجاوزت من عمرها 60 عاماً للأطباء بمستشفى حميات «قليوب» للكشف على أحفادها الثلاثة بعد إصابتهم بإسهال وقىء مستمر مع ارتفاع درجة الحرارة، بحجة عدم وجود أسرة خالية بالمستشفى، الأمر الذى اضطر ابنها محمد إلى تهديدهم بالذهاب إلى مركز شرطة قليوب لتقديم بلاغ ضدهم، فاضطر الأطباء إلى توقيع الكشف الطبى عليهم واحتجازهم بعد تبين إصابتهم بأعراض «التيفود»، و.وسكتت الحاجة جواهر لحظات لتحبس الدموع داخل عينيها لتتابع قائلة: فوجئا يوم الخميس الماضى بعدم حضور طبيب للكشف على أحفادى رغم ارتفاع درجة حرارتهم، وعندما سألت إحدى الممرضات أخبرتنى بأنها إجازة ثورة يوليو «ومفيش شغل النهاردة». وأثناء حديثى مع المرضى فوجئت بالممرضة تجبر المرضى على الحضور بأنفسهم لأخذ الدواء منها، رغم تدهور حالاتهم الصحية وعندما رفضت إحدى السيدات الذهاب لإحضار الدواء قالت الممرضة «عنك ما خديته انتوا المرض مش كفاية عليكوا». مستشفى حميات «قليوب» يتكون من مبنيين غمرتهما مياه الصرف الصحى من الخارج، مبنى للسيدات والأطفال ومبنى آخر للرجال، وأمام العيادات الخارجية بالمستشفى يجلس العشرات من المرضى فى انتظار الطبيب، الذى لم يكن قد وصل حتى الثانية عشرة ظهراً مما اضطر الأهالى إلى افتراش الطرقات. وفى عنبر الرجال جلس محمد صلاح من قرية «البرادعة» وأخذ يشتكى سوء المعاملة قائلاً: نعامل أسوأ معاملة فى المستشفى، فطبيب التحاليل أجبرنا على النزول فى الساعة الواحدة والنصف ظهراً لأخذ عينات التحاليل اللازمة ووقفنا فى طابور طويل لمدة ساعتين وأخذ الطبيب يصرخ فى وجوهنا وكأننا حيوانات، . ومن جانبه، أوضح سعد، المدير الإدارى بمستشفى حميات «قليوب»، - رفض ذكر اسمه كاملاً - أن المستشفى تضطر إلى عدم استقبال حالات من المصابين لعدم وجود أسرة خالية لهم، حيث إن القوة الفعلية تستوعب 60 مريضاً، ووصل عدد المحجوزين من قرية «البرادعة» أمس إلى 42 مصاباً. ونفى سعد كلام المرضى بعدم وجود أطباء يوم الخميس الماضى، مؤكداً أن مستشفى الحميات استقبل 200 مصاب يوم 23 يوليو الماضى.