بدأت فترة حكم الرئيس الأمريكى باراك أوباما تؤتى ثمارها فى تحسين صورة الولاياتالمتحدة على الصعيد الخارجى، بينما تراجعت شعبية الرئيس الأمريكى داخل الولاياتالمتحدة، بسبب الأزمة الاقتصادية وأسلوب معالجته لها. وأظهر استطلاع للرأى أجراه مركز «بيو» الأمريكى، أن صورة الولاياتالمتحدة تحسنت بشكل كبير فى كثير من دول العالم بعد انتخاب أوباما، بينما لاتزال العديد من دول الشرق الأوسط التى شملها الاستطلاع متوجسة من الولاياتالمتحدة، بسبب الجمود المستمر فى عملية السلام. وأوضح الاستطلاع الذى شمل 27 ألف مواطن فى 24 دولة إضافة إلى الأراضى الفلسطينية، أن المسلمين لاتزال لديهم تحفظات قوية ويواصلون النظر إلى الولاياتالمتحدة بشكل سلبى، وجاء فى الاستطلاع الذى جرى خلال الفترة من 18 مايو حتى 16 يونيو، أن «العداء تجاه الولاياتالمتحدة لايزال عميقا وثابتا فى تركيا والأراضى الفلسطينية وباكستان»، وذلك رغم أن النظرة العامة للمسلمين وفى بعض الدول الشرق أوسطية تحسنت تجاه واشنطن بعد أن مد أوباما يده للعالم الإسلامى مقارنة بأسلافه فى البيت الأبيض. ولكن فى باكستان والأراضى الفلسطينية، لم يسجل سوى تحسن طفيف فى النظرة إلى الولاياتالمتحدة، فى حين تم تسجيل تحسن قوى فى هذه النظرة فى كل من مصر والأردن، ومع ذلك ففى معظم الدول الإسلامية التى جرى فيها الاستطلاع، فاقت الثقة بالرئيس الأمريكى لأول مرة الثقة بزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، بينما كانت إسرائيل الدولة الوحيدة التى تدهورت فيها صورة الولاياتالمتحدة، بسبب موقف أوباما من عملية السلام ودعوته لوقف الاستيطان، حيث تراجعت نسبة الذين ينظرون لأمريكا بإيجابية فى إسرائيل من 78% العام الماضى لتبلغ 71% هذا العام. وعالميا، أظهر الاستطلاع تحسنا قويا فى صورة الولاياتالمتحدة فى أوروبا الغربية وكندا وسجلت إندونيسيا أعلى نسبة فى تحسن النظرة للولايات المتحدة، حيث اعتبر أوباما ،الذى أمضى جزءا من طفولته فى إندونيسيا، ابن البلاد. شمل الاستطلاع كلا من مصر ولبنان والأردن والأراضى الفلسطينية وتركيا وباكستان وإسرائيل والأرجنتين والبرازيل وبريطانيا وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا واليابان وكينيا والمكسيك ونيجيريا وبولندا وروسيا وإسبانيا وكوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة.