"مازالت الحرب العالمية الثانية تحصد أرواح المصريين".. بهذه الكلمات بدأت «فايزة أبوالنجا» وزير التعاون الدولي، انتقادها الشديد لصمت المجتمع الدولي عن إزالة الألغام التي خلفتها تلك الحرب في صحراء مصر الغربية محذرة من خطورة وجود نحو 18 مليون لغم في الأراضي المصرية، مشيرة إلى أن القوات المسلحة نجحت في تطهير 3 ملايين فدان من الألغام. وكشفت الوزيرة خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب اليوم الثلاثاء عن أن تلك الألغام تغطى 22٪ من مساحة مصر، وقالت: هذه المساحة غنية بالبترول والمعادن والمياه الجوفية المتجددة، وتتمتع بموقع سياحي جيد، ويوجد فيها 30 نوعاً من النباتات الطبيعية غير موجودة في العالم، وتستطيع وحدها أن تكفى مصر ذاتياً من القمح والغلال. وأشارت الوزيرة إلى أن مصر ثاني أكبر دولة على مستوى العالم بعد أنجولا من حيث عدد الألغام الموجودة على أراضيها، رغم أن مصر ليس لها أي ذنب في وجود تلك الألغام التي زرعتها بريطانيا وإيطاليا وألمانيا. وذكرت أن القوات المسلحة نجحت في تطهير 3 ملايين فدان وباق ما يقرب من 17 مليوناً و600 ألف لغم، وأوضحت أن تكلفة تطهير الأراضي من الألغام أضعاف تكلفة زرعها. وكشفت «أبوالنجا» عن البدء في تنفيذ مشروع قومي بعنوان «الإزالة من أجل التنمية» أي تطهير الأرض ثم تنقيتها مباشرة، وقالت إنه تم تجريب المشروع على 30 ألف فدان في العلمين وانتهت التجربة في نوفمبر الماضي في استخراج 315 ألفاً و141 لغماً وقنابل طائرات. ولفتت الوزيرة إلى الاتفاق مع القوات المسلحة للإشراف على الأراضي التي يتم تطهيرها حتى يقام عليها المشروع التنموي، حفاظاً عليها من «وضع اليد»، وقالت إنها طلبت من الوزارات المعنية موافاتها بالمشروعات التي تحتاجها في المناطق التي يتم تطهيرها. كما كشفت «أبوالنجا» عن قيام بريطانيا بالضغط على ألمانيا وإيطاليا حتى لا تساعدا مصر في إزالة الألغام بعد أن أبدتا تعاونهما وقالت لهما بريطانيا إن هذا الأمر يفتح باب التعويضات، رغم أن هناك مسؤولية أخلاقية وقانونية تقع عليهم، وتابعت: قمنا بحصر عدد الوفيات والإصابات بسبب الألغام وسنقيم معرضاً لصور المضارين فى بيت السفير الإيطالي كنوع من الضغط على حكومات تلك الدول للمساعدة وتوفير التقنيات اللازمة لإزالة الألغام. من جانبه، قال اللواء «ممدوح شاهين» ممثل وزارة الدفاع، إن القوات المسلحة تعمل في صمت لإزالة الألغام وأن هذا واجب عليها تجاه الشعب المصري. وأوصت لجنة العلاقات الخارجية برئاسة الدكتور «مصطفى الفقى» بإثارة الأمر على المستوى العالمي خاصة فى البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة للضغط على الدول التي زرعت تلك الألغام لمساعدة مصر في إزالتها.